logo

بلينكن يلتقي شي في بكين خلال زيارة مهمة لإنقاذ العلاقات الفاترة

تقرير رويترز
19-06-2023 13:08:25 اخر تحديث: 23-06-2023 14:31:21

بكين (تقرير رويترز) - اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الاثنين مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، في ختام زيارة نادرة ومهمة لبكين تهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلافات العديدة


وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يصافح الرئيس الصيني شي جين بينغ قبيل اجتماعهما في قاعة الشعب الكبري ببكين يوم الاثنين - (Photo by LEAH MILLIS/POOL/AFP via Getty Images)

بين القوتين المتنافستين إلى صراع.
وأصبح بلينكن أول وزير خارجية أمريكي يلتقي بالزعيم الصيني منذ عام 2018، ومد بلينكن يده متقدما نحو شي بينما كان الرئيس الصيني في استقباله في قاعة الشعب الكبرى.
وعقد الجانبان بعد ذلك اجتماعا بحضور وفدي البلدين. ويمكن أن يساعد الاجتماع الذي عقد في اليوم الثاني والأخير من زيارة بلينكن في تسهيل عقد قمة بين شي والرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق هذا العام.

وقال شي في مستهل الاجتماع في تعليقات بثها التلفزيون الرسمي الصيني "أجرى الجانبان مناقشات صريحة ومتعمقة".
وأضاف شي مخاطبا بلينكن "لدي أمل في أن تقدم سيدي الوزير من خلال هذه الزيارة المزيد من الإسهامات الإيجابية لتحقيق الاستقرار في العلاقات الصينية الأمريكية".
وأجرى بلينكن مناقشات موسعة مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي في وقت سابق يوم الاثنين، وكذلك مع وزير الخارجية تشين قانغ يوم الأحد.
لكن يبدو أن المباحثات التي عقدت في دار ضيافة الدولة (دياويوتاي) لم تحرز تقدما ملموسا يذكر في النزاعات المتعددة بين البلدين، والتي تشمل تايوان، والتجارة، وحقوق الإنسان، ووقف تدفق عقار (الفنتانيل) وهو من المواد الأفيونية المُخلقة من الصين، ولتقريب وجهات نظرهما المختلفة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.

وشدد بلينكن خلال أكثر من ثلاث ساعات من المحادثات مع وانغ، وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية بأنها "بناءة"، على ضرورة فتح قنوات اتصال بين البلدين.
وقال وانغ إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وصلت إلى مستوى متدن، وإن السبب الرئيسي هو تصورات خاطئة لدى الولايات المتحدة عن الصين.
ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، قال وانغ خلال الاجتماع مع بلينكن "يجب أن نتخذ موقفا مسؤولا تجاه الشعب والتاريخ والعالم، ونعكس مسار التدهور الحاد للعلاقات الأمريكية الصينية".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه خلال محادثات عقدت على مدى سبع ساعات ونصف مع تشين يوم الأحد، أكد بلينكن "ضرورة الحد من مخاطر التصورات الخاطئة والحسابات الخاطئة".
وأكد الجانبان أهمية تسهيل زيارة مواطني كل دولة للأخرى، واتفقا على العمل على زيادة رحلات المسافرين، مما عزز أسهم شركات الطيران الصينية.
كما أعربا عن رغبتهما في استقرار العلاقات الثنائية رغم ما وصفه مسؤول أمريكي بخلافاتهما "العميقة"، واتفقا على أن يقوم تشين بزيارة واشنطن لمواصلة المحادثات، لكن لم يعلن عن موعد محدد بعد.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه أن "هذه ستكون عملية دبلوماسية مستدامة".

ويتابع العالم عن كثب زيارة بلينكن، التي تأجلت في فبراير شباط بعد أن حلّق ما يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني فوق المجال الجوي للولايات المتحدة، إذ أن زيادة تدهور العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم قد يكون له تداعيات عالمية على الأسواق المالية وطرق التجارة وممارساتها وسلاسل الإمداد العالمية.

تايوان "جوهر المصالح الصينية الأساسية"
ظلت لهجة بكين خلال زيارة بلينكن واضحة بشكل خاص فيما يتعلق بتايوان، الجزيرة الديمقراطية التي تقول الصين إنها جزء من أراضيها. وقال وانغ "الصين ليس لديها نية للتسوية أو التنازلات"، وفقا للبيانات الصينية.
وتتمسك الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بسياسة "الغموض الاستراتيجي" حول ما إذا كانت سترد عسكريا حال تعرض تايوان لهجوم، وهو ما لا تستبعده بكين.
وقال بايدن العام الماضي ردا على سؤال بهذا الشأن إن واشنطن ستدافع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني، ومع ذلك قال مساعدون فيما بعد إن تعليقاته لا تعكس خروجا عن سياسة "صين واحدة" طويلة الأمد.
ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان.
ووصفت البيانات الصينية اجتماعات يوم الأحد بأنها كانت بناءة لكنها أوضحت أن تايوان هي أهم قضية وربما تكون قضية خطيرة.
وذكرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أن تشين أبلغ وزير الخارجية الأمريكي أن "قضية تايوان هي جوهر المصالح الصينية الأساسية، وأهم قضية في العلاقات الصينية الأمريكية، وتشكل أبرز المخاطر".
وقلل مسؤولون أمريكيون من احتمال حدوث انفراجة كبيرة في المحادثات، لكنهم ومحللين يتوقعون أن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات الثنائية في الأشهر المقبلة بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو.
وعقد بايدن وشي أول اجتماع لهما وجها لوجه على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية في نوفمبر تشرين الثاني وتحدثا بصراحة عن ملفات منها تايوان وكوريا الشمالية وتعهدا بإجراء مزيد من الاتصالات رغم تدهور العلاقات منذ ذلك الحين.