مقصود النهي في حديث: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين
السؤال : في حديث: لا يلدغ المرء من جحر مرتين. هل النهي للتحريم أم للكراهة؟ لا أسأل لترك العمل به لو كان مكروها، لكن أسأل للتعلّم.
الصورة للتوضيح فقط - تصوير : Sener Dagasan - shutterstock
الإجابـة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن نص الحديث كما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
وقد اختلف أهل العلم في قوله -صلى الله عليه وسلم-: لا يُلدغ المؤمن ... هل جاء فعل يلدغ مرفوعا بصيغة الخبر؟ أم جاء مجزوما بصيغة النهي؟ وهل الخبر مراد به النهي؟
فقد قال الخطابي في أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري): وهذا لفظه خبر، ومعناه أمر. يقول: ليكن المؤمن حازما حذرا، لا يؤتى من ناحية الغفلة، فيحرج مرة بعد أخرى، وقد يكون ذلك في أمر الدين، كما يكون في أمر الدنيا، وهو أولاهما بالحذر.
وقد يرويه بعضهم: لا يلدغ المؤمن- بكسر الغين- في الوصل، فيتحقق معنى النهي فيه على هذه الرواية. اهـ
وهذا النهي محمول على الكراهة، ويدل لذلك أن الشراح يعبرون في شرحه بقولهم: لا ينبغي للمؤمن كذا.
فقد جاء في شرح المصابيح لابن الملك: معناه لا ينبغي للمؤمن الحازم المتيقظ أن يخدع مما تضرر به مرة بعد أخرى ... اهـ
وقال أبو عبيد: تأويل هذا الحديث عندنا: أنه ينبغي للمؤمن إذا نكب من وجه لا يعود لمثله. اهـ
وقال ابن بطال: وفيه أدب شريف أدب به النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته، ونبههم كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته. اهـ
والله أعلم.
من هنا وهناك
-
كيفية أداء صلاة الاستخارة
-
كيفية تنظيم الوقت ليدرك الإنسان خيري الدنيا والآخرة
-
حكم قيام المصلين للصلاة قبل انتهاء الخطيب من الدعاء
-
هل يجوز بيع ما أهدي من الأضحية بلحم دجاج؟
-
نقل القرآن الكريم بالبريد.. رؤية شرعية أدبية
-
الشيخ مشهور فواز: ظروف الحرب الحالية تستدعي الاقتصاد في المعيشة وعدم الإسراف والاختصار في الأعراس
-
القدر المجزئ في كفارة اليمين
-
حكم الاستفادة من المنحة المقدَّمة من مصرف ربويّ
-
أحكام ضمان العامل لرأس المال، والتزام الإدارة بتحمل الخسارة
-
أحكام البيع إلى أجل وشروط صحته
أرسل خبرا