ترحيب إسرائيلي بتصريحات ترامب حول ‘سيطرة أمريكا على قطاع غزة‘ – رفض سعودي، عربي وفلسطيني : ‘غياب للمعايير الأخلاقية‘
في الوقت الذي فاجئت فيه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكثيرين، حول " سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية " على قطاع غزة، واخلاء السكان منه، رحبت شخصيات سياسية إسرائيلية بالفكرة وأثنت على الرئيس ترامب.
ترامب : نتنياهو سيزور الولايات المتحدة الأسبوع القادم
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال إن " الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصاديا ". وكشف ترامب عن خطته المفاجئة دون تقديم تفاصيل في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء الإعلان في أعقاب اقتراح ترامب يوم أمس الثلاثاء بإعادة توطين الفلسطينيين بشكل دائم من قطاع غزة في دول مجاورة، ووصف القطاع بأنه "موقع هدم". ويشهد القطاع المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والتي تستمر ستة أسابيع.
ومن المتوقع أن يعارض حلفاء ترامب وخصومه على حد سواء بشدة، أي استيلاء أمريكي على غزة، فتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر هناك من شأنه أن يتعارض مع السياسة القديمة في واشنطن ومعظم المجتمع الدولي، والتي تعتبر أن غزة ستكون جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تشمل الضفة الغربية، كما يقول محللون .
وقال ترامب للصحفيين "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وسنقوم بعملنا معه أيضا. سنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل غير المنفجرة الخطيرة والأسلحة الأخرى في الموقع". وأضاف ترامب "إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك، وسنستولي على تلك القطعة، وسنطورها، وسنوجد الآلاف والآلاف من الوظائف، وستكون شيئا يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به".
وأردف "أتوقع ملكية طويلة الأمد وأرى أن ذلك سيجلب استقرارا كبيرا لهذا الجزء من الشرق الأوسط"، مضيفا أنه تحدث إلى زعماء المنطقة وأيدوا الفكرة. وأضاف ترامب: "لقد درست هذا الأمر عن كثب على مدى أشهر عديدة"، قائلا إنه سيزور غزة ولكن دون أن يحدد الموعد.
وعندما سُئل عمن سيعيش هناك، قال ترامب إنها قد تصبخ موطنا "لشعوب العالم" وتوقع أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، بعد أن سوى الهجوم العسكري الإسرائيلي مساحات شاسعة منها بالأرض. ولم يرد ترامب بشكل مباشر على سؤال عن كيف ستستطيع الولايات المتحدة الاستيلاء على أرض غزة واحتلالها على المدى الطويل وتحت أي سلطة يمكنها فعل ذلك في القطاع، وهو موطن لنحو مليوني شخص. وكانت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك ترامب في ولايته الأولى، قد تجنبت نشر قوات أمريكية هناك.
نتنياهو : " خطة ترامب من شأنها أن تغير التاريخ "
من جانبه، قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو " ان خطة ترامب من شأنها أن تغير التاريخ ". وتابع نتنباهو : " في غزة لدينا 3 أهداف: القضاء على القدرات العسكرية لحماس، وضمان ان تشكل غزة تهديدا لإسرائيل وإعادة كل المختطفين".
بن غفير وسموتريتش وليبرمان يرحبون
وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عقب على تصريحات ترامب بشأن غزة، وكتب على صفحة تابعة له على منصة " اكس " : " شكرا لك الرئيس ترامب ".
أما عضو الكنيست ايتمار بن غفير فكتب على منصة " اكس " : " دونالد، يبدو أن هذه بداية صداقة جميلة ".
وقال عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان : " أشكر الرئيس ترامب على التزامه المطلق تجاه أمن إسرائيل، ولاطلاق سراح كل المختطفين، وإيجاد حل عادل في قطاع غزة، وهذا الحل يمر عن طريق شبه جزيرة السيناء، وبالتعاون مع مصر، للقضاء على سلطة حماس، وعلى موقفه مقابل تهديدات ايران ".
انتقادات لخطاب ترامب
وبعد مضي أسبوعين فقط على بداية فترته الثانية، استضاف ترامب نتنياهو في البيت الأبيض لمناقشة مستقبل وقف إطلاق النار في غزة واستراتيجيات مواجهة إيران والآمال في تجديد الدفع نحو اتفاق تطبيع للعلاقات الإسرائيلية السعودية.
وجاء اقتراحه بشأن غزة بعد أسبوعين محمومين في منصبه تحدث خلالهما ترامب عن استيلاء الولايات المتحدة على جرينلاند، وحذر بنما بشأن طريقة تعاملها مع قناة بنما، وأعلن أن كندا يجب أن تكون الولاية الأمريكية الحادية والخمسين. وقال منتقدون إن خطاب ترامب التوسعي يعكس النمط القديم من الإمبريالية، مشيرين إلى أنه قد يشجع روسيا في حربها في أوكرانيا ويعطي الصين مبررا لغزو تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.
وقال ترامب للصحفيين قبل قليل من وصول نتنياهو "إنها منطقة هدم خالصة. إذا تمكنا من العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو قطع كثيرة من الأرض، وبناء أماكن جميلة عليها مع وجود الكثير من المال في المنطقة، فهذا أمر مؤكد. أعتقد أن هذا سيكون أفضل بكثير من العودة إلى غزة".
وحين سئل عن رد فعل الزعماء الفلسطينيين والعرب على اقتراحه، قال ترامب "لا أعرف كيف يمكن لهم (الفلسطينيون) أن يرغبوا في البقاء". وفي وقت لاحق، أدلى ترامب بتصريحات مماثلة ونتنياهو إلى جواره في المكتب البيضاوي، لكنه اقترح أن يغادر الفلسطينيون غزة إلى الأبد "في منازل جميلة حيث يمكنهم أن يكونوا سعداء ولا يتعرضون لإطلاق النار والقتل". وقال "إنهم لن يرغبوا في العودة إلى غزة".
وفي مؤتمر صحفي مشترك بعد محادثاتهما، أكد ترامب على اقتراحه، ووصف قطاع غزة بأنه "رمز للموت والدمار" منذ فترة طويلة، وقال إن الفلسطينيين هناك يجب إيواؤهم في "مناطق مختلفة" في بلدان أخرى. وقال إن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة، و"تهدمه" وتوجد تنمية اقتصادية، لكنه لم يذكر كيف.
وطرح ترامب، الذي عمل في تطوير العقارات قبل دخوله عالم السياسة، رؤية متفائلة لاستيلاء الولايات المتحدة على غزة بينما تجنب الخوض في تفاصيل عن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الجيب وتأمينه. وكان غامضا أيضا بشأن المكان الذي سيذهب إليه السكان الفلسطينيون في غزة، قائلا إنه واثق من أن مصر والأردن ستستقبلان الكثير منهم، على الرغم من رفض البلدين بالفعل للفكرة.
"حماس" تؤكد رفضها القاطع لتصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة
أكدت حركة "حماس" رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حتمية خروج سكان قطاع غزة منه والتوجه إلى مصر أو الأردن. وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم: "نرفض تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين في غزة، التصريحات الأمريكية عنصرية وتعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية".
وشدد قاسم على أنه "بدلا من محاسبة الاحتلال المجرم على جريمة الإبادة الجماعية والتهجير تتم مكافأته لا عقابه"، مؤكدا أن "هدف الاحتلال الحقيقي من حربه على غزة هو تهجير الفلسطينيين من القطاع". وأضاف "المقاومة مستمرة حتى حصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله.. يمكن أن تتم عملية إعادة الإعمار مع بقاء أهالي غزة لا تهجيرهم كما يطرح اليمين الصهيوني".
من جانبه، أشار القيادي في "حماس" عزت الرشق إلى الرفض القاطع لتصريحات ترامب التي دعا فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى مغادرة وطنهم بذريعة إعادة الإعمار. وقال الرشق: "تصريحات ترامب عنصرية، ومحاولة مكشوفة لتصفية قضيتنا الفلسطينية والتنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة، شعبنا في غزة، أفشل خطط التهجير والترحيل تحت القصف على مدار أكثر من خمسة عشر شهرا، وهو مغروس في أرضه، ولن يقبل بأي مخططات تهدف إلى اقتلاعه من جذوره".
كما أكد القيادي في الحركة سامي أبو زهري رفضه لتصريحات ترمب معتبرا إياها "وصفة لإنتاج الفوضى والتوتر في المنطقة"، وشدد على أن "شعبنا في قطاع غزة لن يسمح بتمرير هذه المخططات، والمطلوب هو إنهاء الاحتلال والعدوان على شعبنا لا طرده من أرضه".
السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض أو مزايدات
وقد رفضت السعودية تصريحات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القضية الفلسطينية، واكدت أن "السلام الدائم لا يمكن تحقيقه من دون حصول الفلسطينيين على حقوقهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية" . وفي بيان اصدرته الرياض اعربت عن "معارضتها القاطعة للاستيطان الاسرائيلي او ضم الاراضي الفلسطينية او التهجير" .
وأكدت السعودية أن موقفها من قيام الدولة الفلسطينية "موقف راسخ وثابت ولا يتزعزع"، وأن هذا الموقف الثابت "ليس محل تفاوض أو مزايدات". وجاء ذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية السعودية، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.
وجاء في البيان أن "الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أكد هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال، خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى بتاريخ 18 سبتمبر 2024، حيث شدد على أن السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك".
تصوير مكتب الصحافة الحكومي
من هنا وهناك
-
إيطاليا تتوقع ‘التزاما ملموسا‘ من موسكو بالسعي لإحلال السلام في أوكرانيا
-
ماكرون: أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق نار غير مشروط
-
مكتب الرئيس الأوكراني: الاجتماع الثاني لترامب وزيلينسكي يوم السبت لم ينعقد
-
بدء الدورة 39 لمعرض تونس الدولي للكتاب
-
بوتين يرحب بما وصفه ‘الفشل الذريع‘ لهجوم أوكراني على كورسك
-
الإمارات تشارك في ‘أولمبياد الفيزياء الآسيوي 2025‘ بالظهران مايو المقبل
-
وزير: اليونان تنشر عددا قياسيا من رجال الإطفاء هذا العام استعدادا لحرائق الغابات
-
أمريكا تقول إن الانفجار الذي وقع قرب موقع تراث عالمي في اليمن ناجم عن صاروخ حوثي
-
مصادر لبنانية: الجيش الاسرائيلي يقصف مبنى في الضاحية الجنوبية - الجيش الاسرائيلي: هاجمنا بنية تحتية لتخزين الأسلحة لحزب الله
-
مصادر لبنانية: شهيد بغارة اسرائيلية على جنوب لبنان - الجيش الاسرائيلي: هاجمنا عنصرا من حزب الله
أرسل خبرا