logo

بعد الحادث الصادم .. هجوم القرش في الخضيرة يجذب محبي الاستطلاع إلى الشاطئ

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
23-04-2025 05:08:52 اخر تحديث: 23-04-2025 07:36:21

بعد العثور يوم أمس الثلاثاء، على أجزاء تعود على ما يبدو لجثة الرجل الذي هاجمته أسماك القرش في مياه البحر بالخضيرة، لا زالت عائلته تنتظر نتائج الفحص في معهد الطب الشرعي في أبو كبير،

للتأكد من تطابق الحمض النووي للأجزاء التي تم العثور عليها مع العينات المأخوذة من أفراد العائلة.

ويفيد مراسل موقع بانيت بأن الشاطئ في الخضيرة تحوّل إلى مسرح لذعرٍ جماعي، بعد أن هاجمت سمكة قرش أحد السباحين في عرض البحر، في حادثة وصفت بأنها من أندر الهجمات البحرية التي تشهدها المنطقة. وفي لحظات قصيرة ومشحونة بالخوف، دوّى الصراخ على الشاطئ فوق الرمال المتلألئة تحت اشعة الشمس ، بينما اختفى الرجل بين الأمواج، وسط ذهول وصدمة المستجمين على الشاطئ. 

وأثار الحادث حالة من الفزع والرعب في المكان، بعدما شهد عدد من رواد الشاطئ الواقعة بأعينهم، ووثقوها بمقاطع فيديو انتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر لحظات التخبط والصراخ بينما يُشاهد الرجل الضحية يواجه مصيره في عرض البحر.

نتائج التحقيق

وتبين من التحقيق في الحادثة الخطيرة أن الرجل، وهو في الأربعينيات من عمره من وسط البلاد، جاء إلى الشاطئ بشاحنته التي يعمل بها، للسباحة مع أسماك القرش على الشاطئ، بعد أن تم الكشف عن وجودها في وسائل الإعلام. قبل أن يدخل الماء، تحدث مع صديق له عبر الهاتف وأخبره عن خطته. حاول صديقه أن يثنيه وأخبره أن الأمر خطير، لكنه دخل إلى الماء واقترب من أسماك القرش. ويُقدر أنه تعرض لهجوم من قبل ثلاثة أسماك قرش على الأقل. وقد عثر رجال الشرطة الذين تم استدعاؤهم إلى مكان الحادث على أغراضه على الشاطئ، وهكذا تم الكشف عن هويته.

يشار الى ان المياه المحاذية لمحطة "أوروت رابين" لتوليد الطاقة، تُعرف بكونها موطنًا موسميًا لتجمّع أسماك القرش، حيث تنجذب إلى المنطقة بسبب تدفق المياه الدافئة من المحطة إلى البحر، ما يخلق بيئة مثالية للأسماك الصغيرة التي تشكل غذاءها الأساسي، وعلى الرغم من اقتراب هذه القروش من السواحل في مثل هذا الوقت من العام، فإنها نادرًا ما تُشكل خطرًا على البشر.

لماذا تتجمع القروش في هذا المكان تحديدا ؟ 

المياه الدافئة تجذب القروش إلى المنطقة، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة المياه الطبيعي، مما يؤدي إلى زيادة في عدد الأسماك النافقة، وهو ما يشكل مصدر غذاء وفير للقروش. في الفترة ما بين كانون الأول ونيسان ، تنجذب العديد من القروش الرمادية، خاصة الإناث البالغات، إلى المناطق القريبة من محطات الكهرباء في الخضيرة.

سواحل الخضيرة معروفة بسهولة الوصول إليها، مما يجذب الكثير من المستجمين، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع المشمسة وأيام العطل. خلال الأيام الأخيرة، أصدرت سلطة الطبيعة والحدائق تحذيرا من السباحة في بعض الشواطئ بالمنطقة، بعد رصد قروش قريبة. الأسبوع الماضي، تم نشر مقطع فيديو يظهر قروشا تسبح على بعد أمتار قليلة من المستجمين في شاطئ بيت يناي.

وقالت الدكتورة عدي بارش، العالِمة المتخصصة في الأحياء البحرية من جمعية القروش في إسرائيل ومتحف الطبيعة شتاينهارت بجامعة تل أبيب وعضو مجموعة خبراء القروش في الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) في حديث نشره موقع واينت : "الموقع غير مناسب للغوص، خاصة لغير المحترفين، بسبب التيارات القوية والعوائق تحت الماء وإن كان لا بد من دخول الماء، فمن الأفضل فعل ذلك جنوب مصب النهر، حيث تكون التيارات أقل حدة".

وأضافت د. بارش: "لا تسمحوا للأطفال بالدخول إلى المياه في منطقة التيار، وخاصة دون رقابة من المهم أن نتذكر أن وجود عدد كبير من الأشخاص يخلق ضغطا على القروش. كذلك، لا يجوز لمس القروش أو إطعامها، فهي ليست حيوانات أليفة".

وأوضحت الباحثة أن الحادث الذي وقع في الخضيرة ناتج عن عدة عوامل واضحة، أغلبها مرتبط بسلوك البشر. وقالت: "إلى جانب أن ظروف البحر مثل العمق والتيارات لم تكن مناسبة للسباحة، فقد وصل عدد كبير من الأشخاص إلى المنطقة، ما أدى إلى تجمهر حول القروش (وهو أمر ممنوع، لأنه قد يؤدي في بعض الأحيان لهجمات)".

وأضافت: "حدثت حالات متكررة شوهد فيها مستجمون وهم يشدون ذيول القروش، بل ودخلوا المياه وهم يحملون أطفالا بين أيديهم لـ'اللعب' مع القروش. ليست هناك تأكيدات قاطعة بشأن نوع القرش الذي هاجم، لكن من المرجح جدا أنه من نوع القرش الرمادي، وهو النوع الأكثر شيوعا في منطقة الخضيرة. نحن الآن في فترة يتزايد فيها عدد الأسماك النافقة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، وأيضا بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال عطلة العيد وهو ما يُعد ذروة موسم تغذية القروش. لذلك، يجب اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب هذه التفاعلات، وضمان سلامة القروش التي تُعتبر من الكائنات المحمية في إسرائيل".