أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى
هل يمكن أن يؤثر الحديث اليومي مع طفلك على مستقبله الأكاديمي والاجتماعي بعد سنوات؟ الإجابة ببساطة: نعم، ما يشير إلى أهمية التواصل المبكر مع الأطفال، خصوصاً في مرحلة التعليم الأولي،
أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى
حيث تبدأ قدراتهم المعرفية والاجتماعية الأولى في التفتح والتكوين، وعلمياً سنوات الطفولة المبكرة ليست مجرد مرحلة لعب وبراءة، بل هي اختبارات وردود أفعال تتشكل فيها أنماط شخصية الطفل، وتُبنى فيها الجسور الأولى نحو العالم الخارجي.
وقد أكدت الدراسات في هذا المجال أن نسبة كبيرة من الأطفال حول العالم لا يحصلون على التحفيز الأسري الكافي لتطوير مهاراتهم الاجتماعية واللغوية وحتى العاطفية، مما يؤثر سلباً على مراحل نموهم اللاحقة، لهذا في هذا التقرير يستعرض الدكتور محمود الألفي أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك خمس زوايا رئيسية تسلط الضوء على أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى، وهي فترة حساسة من عمر الطفل، مع الإشارة إلى أبرز التحديات والفرص.
التواصل بالحب
كل لحظة تقضيها الأم مع طفلها؛ في حديث بسيط، أو تحكي له قصة قصيرة، أو حتى تقدم له لعبة تفاعلية، هي خطوة نحو بناء شخصية طفلها وتعزيز هويته.
التواصل بين الأم وطفلها لا يكون بالكلمات فقط؛ إنما هو جسر يمتد ليشمل الحب، الفهم، والتنشئة السليمة، خاصة والأطفال يعيشون اليوم عالماً سريع التغير، وكثير التفاعلات والإنجازات المتسرعة.
ويظل التفاعل الإنساني هو الحقيقة الثابتة، والأهم أنه الوسيلة التي تحمي أطفالنا من الضياع وسط الشاشات والأصدقاء الوهميين، والأصوات المصطنعة.
لذلك كوني مصدر التواصل الأول والأهم في حياة طفلك؛ بكلماتك الطيبة، ونظراتك الحانية وحضنك الدافئ، وكلها رسائل لا تحتاج إلى ترجمة ولكنها تترك أثراً يمتد مع الطفل ولا يُمحى.
أنواع التواصل مع الطفل
أولاً: التواصل اللفظي وغير اللفظي
التواصل لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يشمل أيضاً الإيماءات، تعابير الوجه، نبرة الصوت، وحتى الصمت، الأطفال يتعلمون قراءة هذه الإشارات منذ أيامهم الأولى، وقبل أن يتمكنوا من نطق الحروف و الكلمات.
أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين يتلقون تحفيزاً لفظياً وغير لفظي مكثفاً خلال السنوات الخمس الأولى من عمرهم، يتمتعون بقدرات لغوية وعقلية أعلى بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بأقرانهم الذين لم يحظوا ببيئة تواصل غنية.
إن المحادثة اليومية مع الطفل، حتى لو كان بالكاد ينطق بكلمات، تساعد على بناء مفرداته، وتقوي روابطه العصبية التي تشكل أساس تفكيره النقدي وحل المشكلات لاحقاً، و في النهاية هي بوابة الطفل الأولى لفهم العالم.
ثانيًا: البيئة الداعمة، مفتاح تطوير مهارات التواصل
توفير بيئة غنية بالتواصل لا تقتصر على التحدث والتواصل مع الطفل، بل يرتبط كذلك بكيفية بناء محيط -بيئة- تُشجع على التفاعل، تتيح للطفل التعبير عن المشاعر بحرية، ما يعزز شعوره بالأمان
مثل توفير غرف اللعب المفتوحة، الأنشطة التفاعلية، تخصيص أوقات للقراءة الجماعية، توفير مساحات مريحة للحديث والمناقشة، وكلها عناصر تصنع فرقاً جوهرياً.
في البيئات الداعمة يتعلم الأطفال مبكراً أهمية التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم، ويطورون حس المبادرة الاجتماعية، ما يساعد على بناء ثقة بالنفس ومهارات قيادية تظهر آثارها لاحقاً في المدرسة والحياة العملية.
ثالثاً: الأجهزة الذكية.. سلاح في رحلة التواصل
لا ينكر أحد أن الأجهزة الذكية فتحت آفاقاً جديدة للتعلم والترفيه، إلا أنها سلاح ذو حدين؛ بمعنى أن الارتباط والاعتماد الزائد عليها في مرحلة الطفولة المبكرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة.
تشير التقديرات إلى أن 15% من الأطفال يعانون من تأخر في مهارات التواصل بسبب الإفراط في استخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، خصوصاً عندما تحتل هذه الأجهزة مكان التفاعل الإنساني الطبيعي الحقيقي.
الطفل سيدتي الأم بحاجة إلى حوار نابض حي، إلى نظرة عين لعين، إلى ابتسامة حقيقية، وليس إلى جهاز جامد، لذا يُنصح بتحديد وقت استخدام الشاشة.
رابعا: التواصل والتفاعل مع الطفل باللغة والمشاعر
نعم التواصل المباشر وجهاً لوجه مع الطفل لا يبني فقط قدراته اللغوية، بل يرسخ أيضاً أسس التفاعل العاطفي والاجتماعي؛ فعندما يرى الطفل ابتسامة أمه وهي تتحدث إليه، أو يلاحظ نبرة صوتها الحانية، يتعلم مفهوم التعاطف، التفهم، وكيف يكون الحب، هذه المجموعة من المشاعر تشكل لاحقاً قاعدة علاقات الطفل الاجتماعية الناجحة.
تشجيع الطفل على التعبير عن آرائه ومشاعره بحرية في جلسات يومية قصيرة، والسماع النشط له دون مقاطعة، كلها ممارسات بسيطة لكنها تُحدث أثراً عميقاً ومستديماً، ويمكن أن تبدأ بعد العام الأول للطفل.
خامساً: التواصل المبكر.. جسر الطفل للتفوق الأكاديمي والاجتماعي
التواصل الفعّال لا يساهم فقط في إثراء مفردات الطفل، بل يمهد أيضاً لمسار أكاديمي ناجح ومهارات اجتماعية قوية.
أظهرت الإحصاءات أن الأطفال الذين يحظون بتواصل نشط وداعم خلال سنواتهم الأولى يكونون أكثر استعداداً للقراءة والكتابة، وأكثر قدرة على بناء صداقات صحية، إضافة إلى إدارة الصراعات بشكل ناضج.
سيدتي ألام: كلمة أخيرة، إن الاهتمام بهذه المرحلة لا يعد ترفاً، بل هو استثمار حقيقي في مستقبل الطفل، يسهم في بناء شخصيات أكثر وعياً وقدرةً على التغيير.
تصوير fizkes-shutterstock
من هنا وهناك
-
طفلك غاضب ويبكي باستمرار.. إليكِ الأسباب وكيفية التعامل معه
-
6 أسباب وراء إرهاق الحامل في الأشهر الأولى ونصائح للتخلص منها
-
طفلك خجول: إليك الأسباب وطرق مجربة لمنحه الثقة بنفسه
-
كوني حذرة.. أخطاء تربوية تجعل طفلك انطوائياً
-
كيف تساهم رياضة المشي في صحتك ؟ اختصاصية تُجيب
-
ما هي علامات المراهقة الصعبة؟ وكيف تساعدين ابنك؟
-
أفضل طرق النوم الآمنة للرضيع: وعشرات الاحتياطات الواجبة
-
علاجات تشققات البطن وعلامات التمدد أثناء الحمل
-
طالب (16 عاما) مشتبه بارتكاب جرائم جنسية خطيرة بطالبة (12 عاماً) - الشرطة : ‘اقترح عليها أن تذهب معه إلى الحمام أثناء الدوام الدراسي‘
-
كيف تجعلين التعلم ممتعاً لطفلك في المنزل؟
أرسل خبرا