logo

أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
01-05-2025 05:20:40 اخر تحديث: 01-05-2025 05:47:51

هل يمكن أن يؤثر الحديث اليومي مع طفلك على مستقبله الأكاديمي والاجتماعي بعد سنوات؟ الإجابة ببساطة: نعم، ما يشير إلى أهمية التواصل المبكر مع الأطفال،

خصوصاً في مرحلة التعليم الأولي، حيث تبدأ قدراتهم المعرفية والاجتماعية الأولى في التفتح والتكوين، وعلمياً سنوات الطفولة المبكرة ليست مجرد مرحلة لعب وبراءة، بل هي اختبارات وردود أفعال تتشكل فيها أنماط شخصية الطفل، وتُبنى فيها الجسور الأولى نحو العالم الخارجي.

وقد أكدت الدراسات في هذا المجال أن نسبة كبيرة من الأطفال حول العالم لا يحصلون على التحفيز الأسري الكافي لتطوير مهاراتهم الاجتماعية واللغوية وحتى العاطفية، مما يؤثر سلباً على مراحل نموهم اللاحقة، لهذا في هذا التقرير يستعرض الدكتور محمود الألفي أستاذ طب نفس الطفل وتعديل السلوك خمس زوايا رئيسية تسلط الضوء على أنواع التواصل عند الطفل في مرحلة التعليم الأولى، وهي فترة حساسة من عمر الطفل، مع الإشارة إلى أبرز التحديات والفرص.

التواصل بالحب
كل لحظة تقضيها الأم مع طفلها؛ في حديث بسيط، أو تحكي له قصة قصيرة، أو حتى تقدم له لعبة تفاعلية، هي خطوة نحو بناء شخصية طفلها وتعزيز هويته. التواصل بين الأم وطفلها لا يكون بالكلمات فقط؛ إنما هو جسر يمتد ليشمل الحب، الفهم، والتنشئة السليمة، خاصة والأطفال يعيشون اليوم عالماً سريع التغير، وكثير التفاعلات والإنجازات المتسرعة. ويظل التفاعل الإنساني هو الحقيقة الثابتة، والأهم أنه الوسيلة التي تحمي أطفالنا من الضياع وسط الشاشات والأصدقاء الوهميين، والأصوات المصطنعة.
لذلك كوني مصدر التواصل الأول والأهم في حياة طفلك؛ بكلماتك الطيبة، ونظراتك الحانية وحضنك الدافئ، وكلها رسائل لا تحتاج إلى ترجمة ولكنها تترك أثراً يمتد مع الطفل ولا يُمحى.

خطوات لتنمية مهارات طفلك الاجتماعية تبدأ من الروضة وتستمر حتى المستقبل
أولاً: التواصل اللفظي وغير اللفظي : التواصل لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يشمل أيضاً الإيماءات، تعابير الوجه، نبرة الصوت، وحتى الصمت، الأطفال يتعلمون قراءة هذه الإشارات منذ أيامهم الأولى، وقبل أن يتمكنوا من نطق الحروف و الكلمات.
ثانيًا: البيئة الداعمة، مفتاح تطوير مهارات التواصل : توفير بيئة غنية بالتواصل لا تقتصر على التحدث والتواصل مع الطفل، بل يرتبط كذلك بكيفية بناء محيط -بيئة- تُشجع على التفاعل، تتيح للطفل التعبير عن المشاعر بحرية، ما يعزز شعوره بالأمان
ثالثاً: الأجهزة الذكية.. سلاح في رحلة التواصل : لا ينكر أحد أن الأجهزة الذكية فتحت آفاقاً جديدة للتعلم والترفيه، إلا أنها سلاح ذو حدين؛ بمعنى أن الارتباط والاعتماد الزائد عليها في مرحلة الطفولة المبكرة قد يؤدي إلى نتائج عكسية خطيرة.
رابعا: التواصل والتفاعل مع الطفل باللغة والمشاعر : نعم التواصل المباشر وجهاً لوجه مع الطفل لا يبني فقط قدراته اللغوية، بل يرسخ أيضاً أسس التفاعل العاطفي والاجتماعي؛ فعندما يرى الطفل ابتسامة أمه وهي تتحدث إليه، أو يلاحظ نبرة صوتها الحانية، يتعلم مفهوم التعاطف، التفهم، وكيف يكون الحب، هذه المجموعة من المشاعر تشكل لاحقاً قاعدة علاقات الطفل الاجتماعية الناجحة.
خامساً: التواصل المبكر.. جسر الطفل للتفوق الأكاديمي والاجتماعي : التواصل الفعّال لا يساهم فقط في إثراء مفردات الطفل، بل يمهد أيضاً لمسار أكاديمي ناجح ومهارات اجتماعية قوية.


تصوير fizkes-shutterstock