‘ الماضي الجميل ‘ - بقلم : زهير دعيم
"حلاوة يا سيدي حلاوة " تذكّرني هذه العبارة بالماضي الجميل بحلوه ومُرّه ، حلوه ؛ أيام كان المعلّم الشخصية المركزية ، يزرع في الطالب الفضائل مع العلم ، فتنمو النبتة قويّة ، متينة تتحدّى الصعاب ، وتقف شامخةً أمام عواصف اللاخلاقيات ،
زهير دعيم - صورة شخصية
فيزهو المعلّم وتزهو التربية ، وتميد الدّنيا فرحًا بالأخلاق .
كان المُعلِّم معلّمًا بحقّ ، تحيط به هالة من الكرامة ، واخرى من المسؤولية ، وثالثة من القداسة ، ألمْ يقل التلاميذ للسيّد المسيح "يا مُعلّم " ..
كان المعلم يأمر فيُطاع ، وكان سلطانه الهيًّا وإنسانيًّا. الهيّ استمدّه من شريعة السماء :" علّموا أولادكم بالعصا" بعد أن نُجزِل عليهم المحبّة والحنان الدَّفاق ، وإنسانيّ بعد أن قال الوالدان للمعلّم "لكَ الّلحمات ولنا العظمات "وما سمعْتُ يومًا انً معلّمًا حزَّ لحم تلميذ ، وإنما بنى نفس التلميذ بناءً مُتراصّا ، مُتوازنًا وسليمًا .
قد يقول البعض ان معلمنا القديم كان إرهابيًا ، استعمل العصا ، فعاقب ولم يتورّع من استعمال الفَلَق ، فأقول : لم يكن أبدًا إرهابيًا، وإنما كان أبًا حنونًا ، رغم انّ لي رأيًا آخر في العقاب البدنيّ ، فاستعماله خطأ قد يؤثّر سلبًا على نفسيّة الطالب ، ومن المُفضّل تفاديه مع استعمال سلطان الحزم والشخصية المُهابة والقوية ، ولكنَّ الدلع والدلال الزائدين والإحساس المفرط في الحساسية ، ودعم الآهل اللامحدود لابنهم الطالب ضدّ المُعلّم ، فيه ضرر لا يقلّ فعالية ، أضف الى ذلك القانون المطّاط ، وحُماته من الشُّرطة ، والتي لأقلّ سبب وأتفه ذريعة تحتجز المعلم وتختصر حريته وقيمته..
فأنت اليوم تجد الأم او الأب أنانيًّا لا يهمّه إلا ولده ، فهو يريده في المقعد الاوّل , وأن نُوجّه لحضرته كل الأسئلة!! وأن يعبث ويروح ويجيء في الصّف وإياك أن تمسّ إحساسه المُرهَف ، فإن أنت اردْتَ ايّها المعلم أن تُعلّمه درسًا فليكن من خلال جاره او زميله ، أمّا ان يصل الأمر الى ولده وفلذة كبده ، فستقوم الدُّنيا ولن تقعد ، وستدخل يا صاحبي ، يا صاحب القلب الكبير –المُعلّم – ستدخل بيت خالتكَ ، والطبيب الألمعي الذي يُطرّز التقارير الطبّية الكاذبة في معظمها لقاء دُريهمات ، سيُطرّز لهذا الشقي تقريرًا ، لأنك جرحْتَ إحساسه بكلمة عابرة ، ...انّه لم يفعل شيئًا فقد عطَّل فقط الحصّةَ ، واعتدى على زميله وانتقص من هيبة معلّمه !! أعلى مثل هذه التوافه تُرمى في وجهه تلك الكلمة العابرة ..يا حِ .. .....معاذ الله ؟!!.
قال لي احد المعلمين : انّ التربية الحقيقية هي : أن تُوجّه لكثير من الأهل لا للأبناء ، رغم أن معظم الأهل يكنّون للمعلمين احترامًا كبيرًا ، الا انّ القِلّة هي التي تتربّص للمعلم تربّصًا ، وفي أغلب الأحيان تجنّيًا ، هي هي التي تُعكِّر صفو العملية التربوية.
حان الوقت فعلا لأن نعيد للمعلّم هيبته وسلطانه ، فنعيد بذلك للكرامة مجدها وللأخلاق تاجها .
من هنا وهناك
-
متسلقون يتنافسون على جمع الكعك لجلب الحظ في هونج كونج
-
‘ الماضي الجميل ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
شاهدوا جمال واحة البرنس في عرابة
-
يقفز ويركض كالبشر.. تعرّفوا على الروبوت ‘أطلس‘ ذي المهام الصناعية
-
‘طوبي لعزيزتنا كلنا ام رامي أبو شرخ "زقوت" لأن ابتسامتها لن تغيب‘ - بقلم: رانية مرجية
-
بـ‘قميص وربطة عنق‘... الرئيس السوري ووزير خارجيته يلعبان كرة السلة
-
‘خواطر رومانسية‘ - بقلم : الكاتبة اسماء الياس من البعنة
-
هذا أغرب المطارات في العالم!
-
قضية هزت مصر.. احتفاء بانتصار الطفل ابن الـ 5 سنوات على الشر
-
نجل نتنياهو يُلمّح بأن ‘اليسار الاسرائيلي‘ وراء اندلاع حرائق القدس
أرسل خبرا