حيث تحوّلت زيارتها الثقافية إلى استجواب أمني مطوّل داخل قاعدة عسكرية (هكرياه) في قلب المدينة" ، وفق ما أفادت المربية سوسن مصاروة .
وقالت المربية سوسن مصاروة في شهادتها: "ذهبت لمشاهدة الفن، فإذا بي أتلقى تذكيراً لاذعاً في أي دولة أعيش" . وتابعت أنها "أوقفت سيارتها مقابل المتحف وجلست فيها لبضع دقائق قبل الدخول، حين اقترب منها جنديان من كل جانب، وبدءا باستجوابها بأسئلة كثيرة حول سبب وجودها، من أين قدمت، وما الذي تبحث عنه في المتحف . ورغم أنها قدّمت هويتها، وشرحت وجهتها، وأظهرت بطاقة الدعوة التي تحمل اسم المعرض والفنانة، حيث تصاعدت الإجراءات الأمنية . فتّش الجنود السيارة بالكامل، وأغلقوا الممر المجاور لها، واستدعوا الشرطة وضباط أمن من القاعدة العسكرية . وتم إبلاغها بأنها (محتجزة لإجراء فحص أمني شامل)، ونُقلت إلى داخل القاعدة حيث خضعت لتفتيش جسدي مهين، بارد ونافذ"، مشيرة إلى "أنها مرت بالعديد من الفحوصات الأمنية في حياتها، لكن هذه المرة كانت مختلفة " .
وأضافت المربية سوسن مصاروة : " لم يكن ذلك لأنني خالفتُ القانون، أو ارتكبت شيئًا. بل فقط لأن مظهري معين، ولأنني وقفتُ في المكان الخطأ، بالهوية الخاطئة، في هذا الواقع، كل ما يلزم لتحويلك من مواطنة إلى مشتبه بها هو أن تتنفسي في المكان الخطأ، في الوقت الخطأ، وبعد احتجاز دام ساعة وأربعين دقيقة، أُطلق سراحها دون تفسير أو اعتذار، فقط بكلمتين : (بإمكانك الذهاب) . دخلتُ المعرض بجسد مرتجف وقلب منقبض. شاهدت الأعمال الفنية، لكن القلب لم يعد متاحًا للإلهام" .
وختمت المربية سوسن مصاروة شهادتها قائلة: "حتى تقفوا مكاني، وتشعروا بالعيون التي تخترقكم، وبالروح التي تنكمش، لن تعرفوا ما معنى أن تُعامَل كمشتبه فقط".