logo

‘الثّعلب العائد الى نفسه‘ قصة للأطفال - بقلم : زهير دعيم

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
18-06-2025 16:22:39 اخر تحديث: 23-06-2025 04:34:34

في غابة بعيدة ، تزخر بالحيوانات والطّيور ، عاش ثعلب يدعى " شطّور " وكان معروفًا بمكره وكسله واللّعب على مشاعر الغير .

زهير دعيم - صورة شخصية

وكان ينجح احيانًا واحيانًا يفشل في الحصول على قوته اليوميّ.

ولكنه كان مكروهًا من الكلّ في كلّ الحالات والاوقات .

    في عَصْرِ احد الأيام ، وبعد أن استيقظ " شطّور" من نومه متأخّرًا شعر بجوع ٍ شديد ، ولكنه لم يكن يريد أن يبحث عن الطّعام بنفسه كما عادته ، فأخذ يُفكّر بحيلةٍ ، 
وإذا به يرى غرابًا في الجوّ يحمل في منقاره قطعة من اللحم ويحطّ بها في عشّه الواقع على شجرة عالية .

  نظر " شطّور" الى قطعة اللحم الشّهيّة فسال لُعابه عليها ، واشتهى أن يفوز بها ، فأخذ يفكّر بطريقة ليحصل عليها ، فابتسم ونظر الى فوق حيث الغراب وأنشد بصوت ضعيف :

 الله جابك يا غراب البين

  يا مزفّر الجوّ والنظر والعين

 استنى شويّة حتى اعلّمك درسين

 وازرع يومك جوع وأسى

ثمّ رفع صوته قائلًا :

 ما أحلى هذا الوقت وما اجمله حين أراكَ صديقي العزيز الغراب ، وكم اشتاق ومنذ زمن بعيد الى سماع صوتك العذب الشّجيّ والحنون ، فإنّني متأكّد أنّه ليس هناك أجمل من صوتك ، فيا ليتك تغنّي وتطربني .

    سعد الغراب بالمديح وأراد أن يظهر لِ " شطّور" جمال صوته ، لكنه تذكّر قطعة اللحم التي في منقاره .

 فكّر الغراب قليلًا ثمّ قرّر أن يضعها على أحد فروع الشجرة وبدأ بالغناء.

شعر الثعلب بالإحباط ، فقد فشل في الحصول على مبتغاه.

   غابت الشمس والجوع يؤلم الثعلب الماكر ، فنام في تلك الليلة ولم ينم .. نام يفكر ويُفكّر والندم يغلبه ..

وفي الصّباح الباكر استيقظ " شطّور " على غير عادته نشيطًا وباسمًا ، فغسل وجهه ، ونظر نحو السماء ، وقرّر أن يُغيّر سلوكه ، فقد تأكّد له أن الذّكاء الحقيقي يكمن في الصّدق والعمل الجادّ لا في الخداعِ والمكر..

 وكم كانت فرحته كبيرة ، حين عاد في ساعات الضّحى من ذلك اليوم الى بيته يحمل طعامًا يكفيه ويزيد .

فنادى على الغراب قائلًا :

صد يقي الغالي يا صاحب الصوت الجميل ، في جعبتي الكثير من الطعام ، واريد أن امنحك بعضًا منه ، فانزل من عشّك بعد أن اغادر وخذه وكُله بشهية .

  فرفع الغراب صوته مغنّيًا :

 أٌوف أُوف أُوف

 ما أحلاك يا جارنا ما أحلاك

 وما اجمل البسمة على مُحيّاك

ربّي يسعدك ويسعد اللّي ربّاك

 ويغمر ايامكم فرح وهَنا ..

فصفّق له الثعلب تصفيقًا حارًّا.