الشّيخ د. كامل ريّان - صورة شخصية
ومهندسًا لرؤية إسلامية واعية لا تنغلق على ذاتها ولا تنفصل عن شعبها.
كان الشيخ ممّن آمنوا أنّ الدعوة والسياسة ليستا نقيضين إذا طهُرت النيّة وصدقت الوجهة. خاطب العقول دون أن يُهمل العاطفة، وصاغ خطابًا متماسكًا استطاع أن يجمع بين الثوابت الإسلاميّة والتفاعل المدنيّ مع المؤسّسات الرسميّة، دون أن يفرّط في الكرامة الوطنية أو يُورِّط أبناءه في نزاعات عبثيّة.
في زمنٍ علت فيه أصوات التكفير والتخوين، كان صوته نقيًّا: يدعو للحوار، يحذّر من العنف، ويغرس في تلامذته سُنّة التوسّط والبصيرة. ورغم الحصار، والسجون، والملاحقات، ظلّ قلبه معلّقًا بوحدة مجتمعه أكثر من ولائه لحزبه أو تيّاره.
وإليكم فيما يلي أبرز ما قاله من أقوال، تُظهر ملامح هذه الحكمة المتزنة، خمسة عشر قولًا خالدًا للشيخ عبدالله نمر درويش:
1. “من يزرع الكراهية لا يحصد إلّا الدم، ومن يزرع الرحمة يحيا بين أهله كريمًا".
2. “العنف ليس خيارنا، لأنّنا نحمل في قلوبنا مشروع حياة، لا مشروع موت".
3. “من أراد أن يعمل من خلال السياسة فليفعل، ومن أراد من خارجها فليفعل؛ المهم هو المصلحة العليا للمجتمع العربي".
4. “السياسة وسيلة وليست غاية؛ إنْ خدمَتْ ديننا وأهلنا قبلناها، وإن لم تفعل لفظناها".
5. “الكرسي البرلماني ليس شرفًا، بل مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة".
6. “أوصيت أبنائي في الحركة: لا تتنازلوا عن وحدة شعبكم وإن اختلفتم في الطريق".
7. “لن أكون حاجزًا أمام شبابنا إن أرادوا خوض تجربة سياسية جديدة ما دامت تنطلق من قيمنا".
8. “المشاركة السياسية لا تعني الذوبان، وإنما الحضور الفاعل بهوية واضحة".
9. “الموحدة ليست حزبًا، إنها مشروع متكامل: إسلامي، وطني، ومدني".
10. “الدعوة الّتي لا تواكب هموم الناس اليومية تفقد تأثيرها، والسياسة الّتي لا تحمل قيَم الدعوة تنحرف".
11. “اجعلوا دعوتكم مقبولة في القلوب قبل أن تكون مفروضة في العقول".
12. “لا تخجلوا من التفاوض ما دمتم لا تبيعون الثوابت".
13. “نحن ضدّ التكفير وضدّ التخوين، وضدّ العنف بكلّ أشكاله".
14. “أحببتُ في أبنائي أنّهم يُصرّون على أن يكونوا جسورًا لا حواجز".
15. “لا يهمّني عدد المقاعد بقدر ما يهمّني أن نحمي كرامة الناس، ونُشعل شمعة أمل في واقعهم".
خلاصة الرؤية: مشروع وسطيّ من قلب الأمّة
تكشف هذه الأقوال عن رؤية متكاملة بُنيت على أربع دعائم:
1. نبذ العنف واعتباره خيانة للرسالة الإسلامية.
2. الانخراط السياسيّ الواعي كوسيلة لخدمة الناس، لا للتموضع الشخصي.
3. وحدة المجتمع أولًا، فوق كلّ الانتماءات الحزبية أو الفئوية.
4. دعوة رحيمة وعقلانية تُخاطب الوجدان وتحترم العقل، وتتفاعل مع معطيات الواقع دون أن تفقد هويتها.
لقد كان الشيخ عبدالله نمر درويش -رحمه الله- مدرسةً في التوازن، بين الثوابت والمتغيّرات، بين القيم والواقعية، بين العقيدة والسياسة. إنّه الرجل الّذي علّم جيلًا أن يكونوا دعاةً لا قضاة، ورُسلَ خير لا قنابلَ كراهية.