برفقة شاب آخر من بلدة عسفيا. وبينما دوت صفارات الإنذار في تمام الساعة السابعة صباحا من ذلك اليوم، بحث الاثنان عن ملجأ يحميهما من القصف.
وفي لحظة كانت فيها الحياة على المحك، تكشفت الحقيقة المؤلمة للعنصرية، حيث اقتربا من شاب وصبية في المكان، وسألاهما عن أقرب ملجأ. فتم توجيههما إلى ملجأ داخل المبنى المجاور. ولكن، وقبل دخولهما، خرج أحد سكان المبنى واعترض طريقهما قائلا لهما بصريح العبارة: "أنتم عرب؟ لا تدخلوا، ليس لكم مكان بيننا هنا ".
للحديث اكثر حول هذه الحادثة، تحدثت قناة هلا مع حسين حاطوم من دالية الكرمل.
وقال حسين حاطوم من دالية الكرمل لقناة هلا : " في صباح ذلك اليوم كنا متوجهين الى مكان العمل وكانت هناك رشقة صاروخية من ايران ، فحاولنا لحماية حياتنا أن نتبع تعليمات الجبهة الداخلية ونحتمي في ملجأ ، وبعد أن استفسرنا عن الملاجئ هناك توجهنا الى ملجأ من أجل الاحتماء فيه لكنني صدمت من ردة فعل انسان حكم على شكلي ومنعني من الدخول للملجأ ، فلم أعرف ماذا أفعل فتوجهت الى مكان اخر للاحتماء فيه وعشنا لحظة من أصعب ما يمكن ، حيث كانت الصواريخ تسقط بالقرب منا وكنا نسمع أصوات الاعتراضات وأصوات الانفجارات وكأنها اللحظة الأخيرة من حياتنا " .
وأضاف حسين حاطوم : "عندما منعني الرجل من الدخول للملجأ لكوني عربي شعرت بخيبة أمل كبيرة ، بل وشعرت بصدمة . كيف يمكن لإنسان أن يفكر في مثل هذا الموقف بهذا التفكير العنصري ، علما أن هذا الموقف لو كان حدث معي وكنت أنا في بيتي لكنت منحت الملجأ للشخص الاخر ليحتمي فيه . ولم أكن لأتردد في القيام بذلك . كان الموقف صادما جدا ، ولم أكن أتوقع أن هناك نوعا من هذا البشر يعيش معنا وبيننا" .
وتابع حسين حاطوم : " في مثل هذه المواقف على الشخص أن يجد ملجأ اخر بسرعة أو أي مكان جيد للاحتماء فيه ، لكن ما حدث معي أنني لم أجد ملجأ اخر فاحتميت بسقف وتعرضت حياتي خطر ، ولذلك قدمت شكوى ضده في الشرطة من أجل ملاحقته قانونيا ، كما أن منتدى المحاميين الدروز يتابعون القضية أيضا حتى تتم مقاضاة هذا الشخص ولا يكون لدينا في المجتمع أشخاص اخرون كهذا لأن الامر كان صعبا جد علي " .
وأردف حسين حاطوم قائلا : " أثناء وقوع الحادثة حاول شاب وشابة منع هذا الشخص عن ما قام به ، كما جاء اخرون من موقع البناء الذي أعمل فيه وسألوه كيف يمكنه القيام بهذا التصرف" . ومضى حاطوم بالقول : " التصرف الذي قام به هذا الشخص لا يمثل مجتمعا بأكمله وانما هو يمثل نفسه ، فلدي الكثير من الأصدقاء اليهود الذين نظروا هذا الشخص بأنه شخص مريض" .
