لم يشهد مثلها منذ 25 عامًا من عمله في هذا المجال"، معتبراً أن ما جرى بمثابة "ضوء أحمر لتحولات سياسية خطيرة في المرحلة المقبلة". وقال جبارين لقناة هلا، إن ما جرى يشير إلى "توجه متصاعد لدى أحزاب اليمين في إسرائيل، قد يفضي إلى حملة شطب جماعية ضد المرشحين والأحزاب العربية في الانتخابات المقبلة"، مضيفًا أن "اليمين، رغم إدراكه لغياب المصداقية القانونية في هذه الإجراءات، يستغلها للتحريض الدموي ضد النواب العرب".
وقد شهدت لجنة الكنيست الثلاثاء، جلسة عاصفة أجريت بناء على طلب تقدم به عضو الكنيست أفيحاي بوآرون بشأن تقديم توصية للهيئة العامة للكنيست بعزل عضو الكنيست أيمن عودة من منصبه، بسبب منشورات وتصريحات بشأن الحرب على غزة .
وأكد جبارين أن هذه هي المرة الأولى، التي يشعر فيها بالخوف داخل أروقة الكنيست، مشيرًا إلى أن المرحلة التالية في الإجراءات تتضمن عرض طلب إقصاء عودة للتصويت في لجنة الكنيست البرلمانية الأسبوع المقبل، حيث يتوقع أن يحظى بموافقة الأغلبية، دون أن يكون ذلك حاسمًا. فالقرار النهائي سيُرفع إلى الهيئة العامة للكنيست، ويتطلب تأييد 90 عضو كنيست للمصادقة عليه، وهو ما يستبعده جبارين، بناءً على تجارب سابقة، ومعارضة أحزاب معينة من المعارضة، لهذا المسار.
وفي حال تم تمرير القرار، شدد جبارين على أن الطعن أمام المحكمة العليا سيكون المسار التالي، متوقعًا أن يتم إلغاء القرار، حتى وإن أصبحت أغلبية القضاة ذات توجهات محافظة، مؤكدًا أن "إقصاء مشرّع منتخب أمر استثنائي جدًا، وغير مسبوق في الديمقراطيات، ولا ينطبق بأي شكل من الأشكال على حالة أيمن عودة".
"ايمن عودة الجبهة الثامنة"
وقال رئيس لجنة الكنيست، عضو الكنيست أوفير كاتس في بداية الجلسة: "لقد تلقيتُ العديد من التوجهات حول سبب عقد هذه الجلسة الآن، في زمن الحرب وأجيب: بالذات الآن. بينما يقاتل الجنود على سبع جبهات، يجب تطهير الجبهة الثامنة، وأيمن عودة هو جبهتنا الثامنة".
وقال عضو الكنيست أفيحاي بوآرون خلال الجلسة العاصفة: "من يدعو رجال الشرطة العرب إلى إلقاء أسلحتهم في وجه قوات الاحتلال، ومن يصرح بأن الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي يجب أن يُزال، ومن يقارن مخربي النخبة الذين قتلوا واغتصبوا وقطعوا رؤوس مختطفينا بخاطفينا، ومن "يحسن صنعا" ويشجع العدو عملياً في زمن الحرب، لا يستحق الجلوس في البرلمان الإسرائيلي".
وقال عضو الكنيست أيمن عودة: "رئيس الكنيست طالب بإلغاء جميع جلسات لجان الكنيست، باستثناء قضايا الحرب وجلستي. وبحسب قانون القومية، أنا تماما مثل المرأة العربية التي منعت من دخول الملجأ، مثل الطالبة العربية التي طردت من الجامعة بسبب منشور على فيسبوك." وتابع: "اليمين الفاشي نجح في رسم حدود حرية التعبير للمجتمع العربي. تماما كما يريدنا اليمين: رعايا بلا مكانة، بلا آراء سياسية. لكن هذا لن يحدث. أنا أرفض هذا الإجراء، فهو غير شرعي. أتحدى كل الهيمنة المسيطرة. من برر قتل 50 ألف غزي لا يحق له أن يحاكمني. هناك من قال: يجب حرق غزة، ومن قال: لا مشكلة لدي أن يموت أطفال غزة. والآن يقول رئيس اللجنة عني إنني الجبهة الثامنة – هذا تحريض على القتل، لا أقل".
وفي ختام الجلسة أعلن رئيس اللجنة أن اللجنة ستلتئم مرة أخرى يوم الاثنين القادم لمواصلة البحث وإجراء التصويت.
تصوير: داني شم طوف - مكتب المتحدث باسم الكنيست