الرحلات أُلغيت، الحدود أُغلقت، والعائلات تقطّعت بها السبل. مشاهد العالقين في المطارات، والأسعار الخيالية لتذاكر العودة، شكّلت وجعاً إضافياً للكثير من العائلات.
ومع بدء العودة التدريجية للحياة الطبيعية، تتكشف الأضرار التي لحقت بقطاع السياحة، والصدمة التي خلّفتها الحرب في هذا المجال الحيوي.
وللاستزادة حول هذا الموضوع، استضافت قناة هلا وكيل السياحة عبودي حاج يحيى من الطيبة .
وقال وكيل السياحة عبودي حاج يحيى : " لقد عشنا في الآونة الأخيرة ظروفا استثنائية على جميع المستويات، ليس فقط في مجال السياحة، بل أيضا في ظروف المعيشة وارتفاع الأسعار، وكل ما مرت به البلاد خلال الأسابيع الماضية.
خلال الأيام الاثني عشر يوما الماضية، وبداية من اندلاع الحرب، كنا من بين العالقين خارج البلاد، واستيقظنا على صدمة كبيرة، ليس فقط على مستوى السياحة، بل في مجمل تفاصيل الحياة اليومية. كان التحدي الأكبر هو كيفية إعادة المواطنين العالقين خارج البلاد " .
وأضاف : " من اللحظة الأولى، بدأنا التنسيق مع شركات الطيران، والسفارات، والجهات الرسمية، لإيجاد حلول وخطوات عملية لإعادة العالقين. قمنا بترتيب رحلات من مطارات مجاورة مثل مطار عمّان، مطار إسطنبول، ومطار شرم الشيخ.
ورغم أن هناك عائلات ما زالت عالقة في الخارج، إلا أن عددها قليل جدا، والحمد لله تمكّنا من إعادة الغالبية بالتعاون مع جميع مكاتب السياحة والزملاء. نحن نشكر كل من ساهم وساعد ودعم في هذه الجهود " .
وتابع : " لقد عملنا بروح التعاون، واشتغلنا يدا بيد لإيجاد أفضل الحلول الممكنة. والحمد لله، معظم المسافرين عادوا سالمين إلى البلاد ، إلا أن بعض العالقين ما زالوا في جزر متفرقة، مما يصعّب الوصول إليهم عبر رحلات مباشرة.
بعض العائلات، على سبيل المثال، كانت في جزر بعيدة عن العاصمة أثينا، أو في مناطق أخرى مثل لارنكا القبرصية، واضطروا للانتقال إلى العاصمة لتسهيل تسجيلهم على الرحلات العائدة إلى البلاد. خلال فترة الحرب، أُغلق المجال الجوي، حتى من عمّان وتل أبيب، مما أربك حركة النقل بشكل كبير . وقد واجهنا ضغطا هائلا من الاتصالات، حيث تواصل معنا مسافرون من كافة أنحاء العالم. بعض العائلات، خاصة التي كانت ترافق أطفالا، واجهت صعوبات مالية كبيرة، واضطرت للبقاء لأيام في أماكن الإقامة على نفقتها الخاصة، ما أدى إلى مضاعفة تكاليف السفر والمعيشة.
وأضاف وكيل السياحة عبودي حاج يحيى : " لقد حاولنا المساعدة قدر الإمكان، لكن لا يمكننا دعم الجميع في مثل هذه الظروف الصعبة. ونود أن نشير إلى أن ارتفاع الأسعار خلال الأعياد أو الأزمات أمر متوقع، إلا أن بعض شركات الطيران استغلت الوضع ورفعت الأسعار بشكل مبالغ فيه، دون أن يكون هناك تدخل من الدولة أو الجهات الرسمية لمساعدة الناس.
كان من الواجب، خاصة في مثل هذه الظروف، أن يتم تخصيص رحلات طيران مجانية أو مدعومة لإعادة العالقين، خصوصا أن العديد من العائلات دفعت كل ما تملك فقط لتعود إلى البلاد " .