قصة بعنوان ‘عصر السلام العظيم‘ - بقلم : الكاتبة اسماء الياس من البعنة
الناس في كل مكان يشعرون بالإرهاق والملل من دورات العنف التي لا تنتهي. لم تعد الحروب مجرد أخبار بعيدة، بل أصبحت تؤثر على حياتهم اليومية بشكل مباشر: ارتفاع الأسعار، نقص الموارد، شعور دائم بعدم الأمان، وتدمير للنسيج الاجتماعي.
الكاتبة اسماء الياس - صورة شخصية
بينما كان العالم يغرق في ضجيج الحروب وتدهور البيئة، بصفتي امرأة عاملة للمصلحة العامة، عينًا ساهرة على مجريات الأمور. لم أكن مجرد مراقبة، بل مشاركة فاعلة في البحث عن حلول. مؤتمرات البيئة تظهر التزامنا العميق بقضايا الكوكب، وهو ما يعكس أيضًا فهمنا الشامل للروابط بين السلام، الاقتصاد، وصحة البيئة.
بعد يوم طويل في مؤتمر يعنى بالبيئة، وقد امتلأتُ بالأفكار والتحديات التي يواجها الكوكب، صادفتُ زميلًا لي بدراستي الجامعية. الأستاذ فارس الشجاع، كان له تأثير كبير عليَّ من خلال دراستي في الجامعة في مجال البيئة والتغيرات التي تحدث في عالمنا.
هذا اللقاء لم يكن مجرد صدفة عابرة، بل هو فرصة لتبادل الأفكار مع شخص يشاركني الشغف والمعرفة. عندما التقينا بعد غياب دام أكثر من سبع سنوات، بعد أن أنهينا الدراسة. واخذتنا الحياة بمشاغلها الكثيرة. وكل واحد شق طريقه بمجال دراسته.
في هذا اللقاء الغير منتظر. وبعد أن جددنا التعارف من جديد كان لا بد أن نعمل على إعادة أواصر الصداقة التي انقطعت برهة من الزمن.
تكلمنا عن الأحداث التي أوصلتنا بأن نخوض حربًا تلو حرب. وكان قرارنا بأن نبدأ بتوصيل رسائل مفادها بأن الشعوب إذا لم تتحد سويًا ضد هؤلاء الحكام الذين يعملون على اشعال المزيد من الحروب.
سيأتي اليوم الذي لن تنجو منه البشرية من حرب عالمية ثالثة.
لذلك كان علينا توفير كل طاقاتنا من اجل حياة أفضل لسكان كوكبنا بالمجمل.
كان لا بد بأن نقوم بإعادة ترتيب ما دمره وبعثرة بعض زعماء العالم الحر.
لذلك رأينا بوضوح أن السبيل الوحيد للخروج من هذا الجحيم هو توحيد الجهود تحت قيادة واحدة قادرة على فرض السلام. لم نخش أن نتحدى الوضع الراهن ونطرح رؤية جديدة تماماً.
لم تكن مجرد رؤية، بل كان لدينا القدرة على إقناع القادة المتنازعين، والشعوب المنكوبة، بأن هناك طريقاً أفضل. استخدمنا الدبلوماسية، والمنطق، وقبل كل شيء، التعاطف العميق مع آلامهم ومعاناتهم. أقنعنا الجميع بأن مصيرهم مرتبط ببعض، وأن الخلاص يكمن في التنازل عن الأحقاد القديمة والعمل معاً.
عمل معي فارس الشجاع على أن أتولى الحكم ساندني بكل ما لديه من أفكار، كنا نعمل سوية من أجل المصلحة العامة.
قبل أن أتولي الحكم، قمت بسلسلة من الأفعال التي أثبت فيها شجاعتي ونكران الذات. ربما توسطت في صراعات كبرى ونجحت في إيقافها، أو أنقذت مناطق بأكملها من دمار وشيك، أو قدمت حلولاً مبتكرة لمشكلات مستعصية عجز عن حلها الآخرون. هذه الأفعال أكسبتني ثقة واحترام الجميع.
التفاف الشعوب حولي: لم يكن فقط النخب التي آمنت فيَّ، بل الجماهير العريضة من الشعوب المتضررة طالبتني بقيادة هذا التغيير. رأوا في الأمل الوحيد للخروج من كابوس الحرب، فكان تفويضهم لي شعبياً وجماهيرياً.
وهكذا، في لحظة تاريخية، اجتمعت بقايا القوى العظمى وممثلو الشعوب، ليس ليعلنوا عن ملك أو إمبراطور جديد، بل ليعلنوا عني كـحاكمة مطلقة الوحيدة القادرة على إنقاذ ما تبقى من الحضارة وقيادة العالم نحو عصر السلام العظيم. لقد تم منحكِ هذه السلطة المطلقة لأن الجميع أدركوا أن أي تقسيم للسلطة سيؤدي حتماً إلى عودة النزاعات.
لم أكن مجرد حكيمة أو شجاعة، بل كنت الناجية الوحيدة التي خرجت من أتون الدمار، وهذا وحده منحني شرعية لم يتمتع بها أحد غيري. رؤيتي لم تكن مجرد أفكار، بل كانت وليدة المعاناة التي عشتِها وتغلبتُ عليها.
لقد كان خطابي أمام مجموعة الشباب المتحمس هو نقطة التحول الحاسمة. هؤلاء الشباب ومعهم فارس الشجاع، الذين هم أيضاً عانوا الكثير من ويلات الحروب، كانوا يبحثون عن قائد، عن أمل، ووجدوه فيّ بعد كل هذا الدمار، بينما اليأس يغرق القلوب، ظهرت ربما كنتُ أحمل آثارًا جسدية أو نفسية للحرب، لكن الأهم هو الشرارة التي كانت في عيني والصوت الذي حمل في طياته ليس فقط الألم، بل الإصرار على بناء مستقبل مختلف.
عندما وقفت حتى أخطب بهؤلاء الشباب، الذين كانوا هم أنفسهم يبحثون عن السلام العالمي، لم تكن كلماتي مجرد خطابة. كانت شهادة حية على وحشية الحرب، وفي نفس الوقت دعوة مدوية للأمل والإصلاح. لقد رأوا فيّ انعكاسًا لمعاناتهم، لكن الأهم أنهم رأوا فيّ القدرة على تجاوزها.
انتشرت قصة هذا الخطاب وهذا اللقاء كالنار في الهشيم. الناجي الوحيد الذي يتحدث عن السلام العالمي، والذي ألهم جيلًا جديدًا. هذا الإلهام لم يقتصر على الشباب فقط، بل وصل إلى شخصيات اعتبارية من كل حدب وصوب: قادة القبائل، رؤساء الممالك المنهكة، حكماء المجتمعات، وحتى بقايا المؤسسات القديمة.
لقد جاؤوا إليَِ ليس طلباً للمساعدة فقط، بل متوسلين بأن أتولي زمام الأمور. لقد أدركوا بأني لستُ مجرد قائدة، بل رمز حي للقدرة على النجاة والأمل. شخص واحد عاش المأساة بكل تفاصيلها وخرج منها برؤية واضحة للسلام هو الوحيد الذي يمكنه أن يقود الجميع. لقد كانت تلك اللحظة هي التفويض المطلق، لحظة تتويجي كـالحاكمة المطلقة للعالم.
بعد أن توليت أنا رائدة عاصم منصب الحاكمة المطلقة، كان أول إنجاز كبير قدمته إصدار مرسوم تاريخي يحظر منعًا باتًا صناعة الأسلحة التي تدمر الحياة بالمجمل. لم يكن هذا مجرد قرار سياسي، بل كان إعلانًا رمزيًا عن بداية عصر جديد.
في قاعة الأمم المتحدة القديمة، التي شهدت الكثير من الصراعات، تقف رائدة عاصم، الناجية الوحيدة، الحاكمة المطلقة، أعلنت بصوت واضح وحازم: من هذه اللحظة، لن تُصنع أسلحة بعد اليوم. لن أسمح بعد الآن بأن تُزهق الأرواح وتُدمر الحضارات بسبب آلات الموت.
لم يكن هذا القرار سهلاً. واجهت رائدة مقاومة شرسة من قوى الصناعة العسكرية القديمة، ومن بعض القادة الذين كانوا متشبثين بعقلية الحرب. لكنها لم تتراجع. استخدمت كل قوتها وسلطتها لإقناعهم بأن هناك طريقًا آخر، وأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا بنزع سلاح العقول والقلوب.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. أعلنت رائدة أيضًا عن تحويل جميع مصانع الأسلحة إلى مصانع دمى للأطفال. كان هذا القرار بمثابة صفعة مدوية لكل من كان يعتقد أن القوة العسكرية هي الحل. لقد أرادت أن تبعث برسالة واضحة: سنستثمر في الحياة، لا في الموت. سنصنع الأمل، لا الدمار.
كانت هذه الخطوة بمثابة نقطة تحول حقيقية. بدأت المصانع التي كانت تنتج أدوات القتل في إنتاج ألعاب تزرع البسمة على وجوه الأطفال. أصبح الحديد الذي كان يُصنع منه الرصاص دمى تحتضن، والبارود ألوانًا ترسم الأحلام.
أثار هذا القرار إعجاب العالم بأسره. رأى الناس في رائدة عاصم ليس فقط حاكمة، بل أمًا حانية تهتم بمستقبل أطفالها. لقد زرعت بذور السلام في قلوب الجيل القادم، وأرسلت رسالة قوية إلى العالم: "سنبني حضارة جديدة تقوم على الحب والأمل، لا على الكراهية والخوف.
بعد مرسوم تحويل مصانع الأسلحة إلى مصانع دمى، التحدي الأكبر الذي واجهته رائدة عاصم لم يكن فقط إقناع رؤساء العالم القدامى، بإجبارهم على قبول واقع جديد بل المعايير هي أيضًا قد تغيرت للأبد.
هؤلاء الرؤساء، الذين كانوا يعتبرون أنفسهم صانعي مصائر العالم والشعوب، لم يتقبلوا بسهولة فكرة أن سلطتهم قد انتهت، وأن الزمن الذي كانت فيه القوة العسكرية هي العملة الوحيدة قد ولى. بالنسبة لهم، كانت هذه الخطوة بمثابة إهانة شخصية وتجريدهم من نفوذهم الذي بنوه على مدى عقود.
المقاومة الخفية والعلنية: بدأت تظهر جيوب مقاومة، بعضها علني في شكل احتجاجات دبلوماسية ورفض للتعاون، وبعضها خفي في محاولات لتقويض المركز الذي وصلت إليه رائدة عاصم، أو للحفاظ على مخزونات الأسلحة سرًا. كانوا يحاولون التشبث بآخر خيوط قوتهم، غير مصدقين أن "الناجية الوحيدة" يمكنها أن تقضي على إمبراطورياتهم.
كان الصراع الحقيقي بين عقليتين متناقضتين تمامًا. عقلية قديمة تؤمن بأن القوة العسكرية هي أساس الأمن والسيادة، وعقلية جديدة تجسدها رائدة، تؤمن بأن السلام الحقيقي يبدأ بالتعاون، بالرعاية، وبالبناء لا بالدمار.
في مواجهة رؤساء العالم القدامى المتشبثين بسلطتهم وعقليتهم العتيقة، لم تعتمد رائدة عاصم على القوة الغاشمة، بل على قوة الإقناع والتغيير الفكري، مدعومة بفريق من الشباب الداعم.
كان هؤلاء الشباب، الذين ألهمهم خطابي الأول ونجاتي من ويلات الحرب، هم العمود الفقري لسلطتي الجديدة. مهمتهم لم تكن مجرد حفظ النظام، بل كانت أعمق بكثير: مساعدة في إعادة ترتيب العقول الرافضة للتغيير الحاصل في الكون.
لقد كان فريق الشباب، بقيادة رائدة عاصم ومساعدها فارس الشجاع، بمثابة سفراء للسلام على الأرض. مهمتهم الأساسية لم تكن دبلوماسية بالمعنى التقليدي، بل كانت بناء الثقة وإعادة غرس الأمل في نفوس الشعوب المتضررة.
كانوا يلتقون بالناس في القرى والمدن المدمرة، في الأسواق المزدحمة، وحتى في ملاجئ النازحين. كانت رسالتهم بسيطة ومباشرة، ولكنها قوية ونابعة من القلب: السلام يعني أن كل طفل وشاب سيعيش بأمان وسلام.
لقد أظهروا للآباء والأمهات، وللأطفال أنفسهم، أن زمن الخوف من الصاروخ أو القنبلة قد انتهى. استخدموا لغة التفاؤل، وشاركوهم قصصًا حقيقية عن الأطفال الذين بدأوا ينامون بهدوء، وعن الساحات التي كانت ساحات معارك وأصبحت الآن حدائق للعب.
قدموا شهادات حية من مناطق بدأت فيها الحياة تعود لطبيعتها بفضل مرسوم رائدة. عرضوا صورًا ومقاطع فيديو لمصانع الأسلحة وهي تتحول إلى ورش عمل للعب، ولأطفال يلعبون بدمى جميلة بدلاً من أن يلهوا بالأسلحة البلاستيكية المقلدة.
لم يكتفوا بالحديث، بل كانوا يشاركون في مبادرات إعادة بناء المدارس والمستشفيات، ويدعون الجميع للمساهمة. خلقوا بيئة يشعر فيها الناس بالملكية تجاه هذا السلام، وأنه ليس مجرد قرار جاء من الأعلى، بل هو نتاج جهودهم المشتركة.
ووجود الشاب المتحمس بحد ذاته كان مصدرًا للأمل. فهم مثلوا الجيل الذي سيجني ثمار هذا السلام، مما جعل رسالتهم أكثر مصداقية وتأثيرًا على القلوب التي أنهكها اليأس.
بفضل جهود هذا الفريق، بدأت الشعوب تتبنى رؤية رائدة عاصم للسلام بشكل أعمق وأشمل، مما شكل ضغطًا هائلاً على القادة القدامى الذين وجدوا أنفسهم معزولين عن شعوبهم.
لقد حاول رؤساء العالم القدامى بكل يأس استعادة سيطرتهم على الشعوب. لقد رأوا بوضوح كيف كانت شرعيتهم تتآكل أمام موجة السلام الجديدة التي أطلقتها رائدة عاصم.
استخدموا أساليبهم المعتادة: الإغراءات المادية. لقد وعدوا الشعوب بزيادة الرواتب، وأموال لا تحصى، وحتى ببعض الامتيازات الأخرى التي كانت تُقدم في "العصور الذهبية" تحت قيادتهم. لقد حاولوا شراء ولاء الناس، معتقدين أن الجوع والحاجة هي المفتاح لقلوبهم وعقولهم.
ولكن، ما أدركوه متأخرين لأن المعايير قد تغيرت بالفعل.
لقد كانت الشعوب، التي عمل فريق الشباب على التواصل معها بكل صدق وإنسانية، قد اتخذت قرارها بالفعل. لقد رأوا في السلام الذي وعدت به رائدة عاصم وفريقها شيئًا أثمن بكثير من أي ثروة مادية.
مع كل إغراءات المال التي باءت بالفشل، وصل اليأس برؤساء العالم القدامى إلى ذروته. أدركوا أنهم يخسرون المعركة على قلوب وعقول الشعوب. في خطوة أخيرة، يائسة ومدفوعة بالحقد، حاول أحدهم ارتكاب جريمة بشعة: اغتيال رائدة عاصم.
لقد استغل ضعاف النفوس، ممن كانوا يعيشون على فتات عهدهم أو من كانوا يخشون فقدان مكانتهم الاجتماعية. أغروهم بمكافآت ضخمة ووعدوهم بالخلاص من "الفوضى الجديدة" التي أحدثتها رائدة. الهدف كان واحدًا: إزاحة رمز السلام وتفكيك حركتها من الرأس.
لكن خطتهم كانت محكومة بالفشل قبل أن تبدأ، والسبب كان واضحًا للعيان: التفاف الكثير من الشعوب حول رائدة عاصم.
درع بشري من الولاء: في اللحظة الحرجة، سواء كانت محاولة الاغتيال في خطاب عام، أو خلال زيارة لإحدى المناطق، أو حتى مجرد محاولة تسلل، فإن الجماهير التي أحاطت برائدة كانت بمثابة درع بشري من الولاء والحب. لم يكن بإمكان أي قاتل الوصول إليها بسهولة.
الشعوب نفسها أصبحت حماة للسلام ورائدته. العيون التي كانت في الماضي خائفة من الصواريخ، أصبحت الآن يقظة ترصد أي تهديد لرائدة وللأمل الذي جاءت به. أصبحت كل بلدة وقرية بمثابة حراس غير مرئيين لها.
عندما تم الكشف عن المؤامرة، وقُبض على الجناة، لم تكن النتيجة مجرد فشل للعملية. لقد تحول المخطط ورئيسه اليائس إلى مسخرة للجميع. كيف يمكن لقادة ظنوا أنهم يسيطرون على العالم أن يفشلوا بهذه الطريقة البائسة؟ لقد أظهر هذا الحادث للعالم أن قوة رائدة عاصم لا تكمن في جيوش أو أسلحة، بل في القوة العارمة للسلام وحب الشعوب. هذه المحاولة لم تضعفها، بل زادت من مكانتها وعززت شرعيتها.
لقد كانت هذه المحاولة الفاشلة بمثابة مسمار أخير في نعش نفوذ أولئك الرؤساء القدامى. لقد أدرك الجميع، بمن فيهم هم أنفسهم، أن عصرهم قد انتهى بلا رجعة.
بعد أن فشلت محاولة اغتيالها بشكل مهين للمتربصين، وأكدت أن سلطتها مستمدة من حب الشعوب وثقتهم، كرست رائدة عاصم جهودها لترسيخ السلام بشكل دائم وشامل.
كانت الخطوة الأولى، والأكثر أهمية، هي إعادة الحقوق لأصحابها. هذا يعني معالجة جروح الماضي العميقة، وتعويض ضحايا الحروب، وإعادة الأراضي والممتلكات لأصحابها الشرعيين. لقد أدركت رائدة أن السلام لا يمكن أن يكون حقيقيًا ومستدامًا ما لم يتم جبر الضرر وشفاء النفوس. أشرف فريقها الشاب على لجان الحقيقة والمصالحة، وعملوا بجد لضمان العدالة للجميع، مهما كانت انتماءاتهم السابقة. هذه العملية لم تكن سهلة، لكنها كانت ضرورية لبناء أساس راسخ من الثقة والإنصاف.
بعد ذلك، بدأت رائدة وفريقها في التخطيط لسلام شامل يغطي كل أرجاء الكوكب. لم يكن كافيًا إيقاف الحروب؛ بل كان يجب بناء بنية تحتية للسلام تمنع عودتها. تضمنت هذه الخطط:
نظام تعليمي عالمي موحد: يركز على قيم التسامح، التنوع، التعاون، والتفكير النقدي، لتربية أجيال لا تعرف الكراهية أو العنف.
اقتصاد عالمي متكامل وعادل: يضمن توزيع الموارد بشكل منصف، ويقلل من الفجوات الاقتصادية التي كانت في الماضي سببًا للعديد من النزاعات.
مجلس عالمي للتعاون والتنمية: يحل محل المؤسسات القديمة المتخمة بالبيروقراطية، ويكون مهمته الرئيسية التنمية المستدامة وحل النزاعات بالوسائل السلمية قبل أن تتفاقم.
ثقافة عالمية للسلام: من خلال الفن، الموسيقى، والتبادل الثقافي، لتعزيز التفاهم المشترك بين الشعوب.
لقد عملت رائدة عاصم وفريقها، بالتعاون مع الشعوب التي آمنت بها، بلا كلل لضمان بقاء هذا السلام. لقد أصبح العالم مكانًا مختلفًا تمامًا. المصانع التي كانت تنتج الموت أصبحت تنتج الحياة. الأطفال كبروا وهم لا يعرفون صوت القنابل، بل صوت الضحكات واللعب. القادة القدامى إما تقاعدوا أو انضموا إلى الرؤية الجديدة، وتركوا وراءهم إرثًا من السلام لا يمكن محوه.
لم تعد هناك دول ذات سيادة تسعى للتفوق على الأخرى، بل عالم موحد تحت مظلة السلام والتعاون. لقد أصبحت قصة رائدة عاصم، الناجية الوحيدة التي أصبحت الحاكمة المطلقة بقلوب الشعوب، أسطورة تُروى للأطفال لتذكرهم دائمًا بأن الأمل والحب أقوى من أي سلاح.
وهكذا، عاش العالم في سلام دائم، تحت قيادة حكيمة زرعت بذور الأمل وحصدت ثمار الطمأنينة. هذا هو عصر السلام العظيم الذي تحقق على يد رائدة عاصم.
من هنا وهناك
-
‘ النُّور قريبٌ ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
‘الثّعلب العائد الى نفسه‘ قصة للأطفال - بقلم : زهير دعيم
-
‘ السّلام والشَّر لا يلتقيان ‘- بقلم : اسماء طنوس من المكر
-
‘ في رِثاءِ الزُّهور ‘ - بقلم : هادي زاهر
-
‘النُّور قريبٌ ‘ - بقلم : زهير دعيم
-
ترتيبات خاصة في حديقة حيوان نيودلهي لمواجهة الطقس الحار
-
قصة قصيرة بعنوان ‘حكاية لم تروَ كاملة‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس من البعنة
-
‘لا تحدثني عن الإيمان إن لم تبكِ في العتمة‘ - بقلم: رانية مرجية
-
زجل ‘ عدم الثقة ‘ - بقلم : أسماء طنوس من المكر
-
‘ جائعٌ أنا ‘ - زهير دعيم
أرسل خبرا