من بين هذه الأدوات يبرز العلاج العاطفي عن طريق اللعب بالتراب، كوسيلة فعالة لملامسة المشاعر العميقة بلغة غير كلامية، تمنح الأطفال مساحة آمنة للتعبير الحر، خاصة في ظل ما مرّوا به من ضغوطات وفقدان للأمان.
للحديث اكثر حول هذا النوع العلاجي الفريد، استضافت قناة هلا غدير أسعد علي من بيت جن، معالجة عاطفية عن طريق اللعب بالتراب، موجهة مجموعات، معلمة تربية خاصة، ومحاضرة.
وقالت غدير أسعد علي في حديثها لقناة هلا : " الأولاد اليوم بعد الحرب يمرون بحالة من الهلع والخوف ، كما أن التواصل لديهم أصبح شبه معدوم ، ولهذا فان اللعب بالتراب يساعدهم في تفريغ طاقاتهم وبالتالي التعبير عن مشاعرهم وتحسن في النطق لدى اخرين " .
وأضافت غدير أسعد علي: " الكثير من الطلاب يتحدثون خلال جلسات العلاج عن البيوت والأماكن الامنة لهم من خلال التراب ، وكانوا أيضا يتصورون غرفهم والأشجار من حولها في بيتهم الامن " .
وتابعت غدير أسعد علي بالقول : " أعتقد أن الوعي موجود لدى الأهل الذين يريدون تقديم الأفضل لأولادهم ، لكن تسليط الضوء على هذا النوع من العلاج ليس كما يجب لأنه لا يزال علاجا جديدا ، كما أن عملي في المجتمع اليهودي أكثر من المجتمع العربي ، ففي المجتمع العربي هناك مخاوف عديدة ، فهم يريدون أن يبقى الصف نظيفا وأن يعود الأطفال للبيوت نظيفين ، ويحب الأهالي أن يعودوا نظيفين علما أن الأطفال يجب أن يبتكر ويبدع في المدرسة وبالتالي فان ملابسه من الطبيعي ألا تبقى نظيفة حتى يعود لأنه سجي أن يستعمل الألوان والتراب" .
وأردفت غدير أسعد علي قائلة: " اللعب في التراب يجعل الطفل يعيش طفولته ويمر بمراحل اللعب العديدة التي تنمي المواهب لديه ، ويا حبذا لو أن الأهالي يقدرون معنى ذلك لأن القرب من الأرض يعزز مشاعرنا ويجعلنا نرتبط بها أكثر " .
ومضت بالقول : " هناك عدة أعراض تقودنا الى ضرورة تقديم العلاج العاطفي للأطفال، ومن هذه الأعراض الجلوس وحده ، العصبية ، نوبات الهلع، تبول لا ارادي ، خوف وغيرها من الأعراض " .