في السنوات الأخيرة. خلال المقابلة، تحدّث ببتشيك عن كيفية خرق حزب الليكود للاتفاقيات مع الأحزاب الحريدية في عدة مجالات، وعن الوعود التي لم تُنفَّذ، خاصة بما يتعلق بالاتفاقات الائتلافية، وعبّر عن خيبة أمله من نتنياهو.

في بداية حديثه، روى ببتشيك عن اجتماع للحكومة خلال فترة الإصلاح القضائي، حين استُدعي إلى لقاء مغلق مع نتنياهو بشأن قانون التجنيد. بعد انتهاء جلسة الحكومة، طلب منه أمين سر الحكومة البقاء عدة دقائق لأن نتنياهو يرغب في الحديث معه. عند دخوله الغرفة، تواجد هناك كل من وزير القضاء ، وزير الأمن، رئيس الائتلاف، الوزير دودي أمسالم (الذي كان مسؤولا عن التنسيق بين الحكومة والكنيست)، ورئيس الحكومة.

قال ببتشيك: "قلت لهم: ما القصة؟ هل أنتم جميعا ضدي؟"، وأوضحوا له: "كما ترى، الشوارع تشتعل، وحتى خارج مبنى الحكومة الأوضاع متوترة. لا نرى إمكانية لتمرير قانون التجنيد قبل ميزانية 2023". وأكدوا له: "هذا هو الاتفاق، ويجب الالتزام به، لكن لا خيار أمامنا".

رد عليهم: "هذا غير مقبول. يجب عقد اجتماع لرؤساء الأحزاب واتخاذ قرار مشترك، فهذه كانت الوعود". عندها بدأ الوزير يريف ليفين بإلقاء ما وصفه بـ"خطاب حياته"، وقالوا له: "أنت لا تفهم، تمرير قانون التجنيد الآن سيشعل الاحتجاجات من جديد، ولن تبقى المسألة مقتصرة على الإصلاح القضائي". فردّ عليهم: "الاتفاق واضح، لا أحد يملك صلاحية لتعديله". فأجابوه: "اذهب إلى مجلس حكماء التوراة"، فقال: "هذا ليس من مسؤوليتي، أنتم من يجب أن تتحدثوا معهم".
وقال إن الحديث استمر لمدة ساعة ونصف، واتُّفق في نهايته على أن يتواصل يريف ليفين مع أمين سر مجلس حكماء التوراة. وعندما أخبر الوزير السابق يتسحاق غولدكنوفف بذلك، تفاجأ الأخير تماما وقال: "إذا كان هناك اتفاق مكتوب، فلمَ الجدال؟ يجب تنفيذه".

أضاف ببتشيك أن ليفين كان بالفعل على تواصل مع الأمين، الذي قام بجولات مكثفة من الاتصالات والاجتماعات، حتى أنه التقى برئيس الحكومة ودودي أمسالم ليسمع منهما تأكيدات شفهية بأن "فور تمرير الميزانية، سيتم معالجة الموضوع خلال الصيف".

قال ببتشيك إنهم وافقوا في النهاية على التنازل والمضي مع الحكومة، لأنهم لم يشكّلوا حكومة يمين "كاملة بالكامل" من أجل خمسة أشهر فقط. وأشار إلى أنه في الجولة الانتخابية الأولى، وعندما بدأت المذيعة يونيت ليفي ببث نتائج الاستطلاع، "وقفنا نحن رؤساء الأحزاب أمام الكاميرات في بلفور وقلنا: نحن كتلة واحدة، من أراد الانضمام فليتفضل، ومن لا يريد فلتُعَد الانتخابات".
وقال إن نتنياهو وعد بالعودة إليه لاحقا، ثم أغلق على نفسه في الطابق العلوي في بلفور حتى الساعة 11:30 ليلا وهو طابق لا يدخل إليه لا مساعدين ولا مستشارين  فقط العائلة. بعد منتصف الليل توجّه نتنياهو إلى "جاني هتعاروخا"  وكان طوال الوقت منقطعا عن التواصل مع الجميع، ثم اتصل وقال: "غدا صباحا يمكننا أن نجلس جميعا ونتفق".

كشف ببتشيك أن أحد رؤساء الأحزاب الحريدية لم يشارك في هذا الاجتماع، وأرسل مندوبا عنه ليس عضو كنيست، لأنه لم يكن يؤمن بهذه التحركات. ومع ذلك، تم تشكيل كتلة اليمين، التي خاضت خمس جولات انتخابية.
قال: "رافقناه طوال الطريق. أذكر أنه في هذه الدورة قال لي نتنياهو: سأعطيكم وثيقة توقعون عليها. ربما لم تكن وثيقة مثالية، لكنها كانت التزاما منه. على مدار خمس سنوات جلس معنا وقال نعم، نعم، سأهتم بالأمر، وفي كل مرة قدّم عذرا مختلفا: مرة بسبب الإصلاح، والآن بسبب الحرب. كلها أعذار. لكنني وقّعت معك، عليك الالتزام".

وأضاف: "كما عرفت أن تطلب من يولي إدلبشتاين التوقيع، كان عليك تنفيذ الاتفاق. حكومة يمين كاملة؟ جميل. لكن في النهاية، رئيس الحكومة هو من وقّع، وعليه تنفيذ الاتفاق".

كما قال إنه اعتاد الاجتماع مع نتنياهو مرة أسبوعيا، وكان يكرر له: "كل الاتفاقات الائتلافية معنا هي مجرد أوراق بلا قيمة. لا يوجد تمويل مباشر، لا يوجد مشروع "أفق جديد"، ولا حتى مساواة في تمويل حركات الشبيبة بين المتدينين والعلمانيين. بعد سنتين ونصف من توقيع الاتفاق، وزارة التربية لم تطبّق المساواة حتى الآن".
وأوضح الفرق: "طفل في المجتمع العام يتلقى أكثر من 300 شيكل للأنشطة، بينما طفل في حركات مثل "ديجل يروشلايم" أو "توداعاه" يحصل على 100 شيكل فقط. لدينا وزير تربية، لكنه عاجز عن تحقيق هذه المساواة. أنصفه أنه يبذل جهدا، لكن المسؤولية في النهاية تقع على رئيس الحكومة، هو من وقّع مع الليكود، ويجب أن ينفّذ، ولا علاقة لهذا بالإصلاح القضائي".

كما تحدّث عن موضوع الرفاه الاجتماعي، وقال إن يسرائيل آيخلر كان من المفترض أن يترأس لجنة الرفاه، وطلب إدراج بند بتمويل بقيمة 100 مليون شيكل، وهو مبلغ بسيط نسبيا. لكن لم يتم إدراجه في أي ميزانية. تساءل: "ما المشكلة أن يتوجه رئيس الحكومة إلى وزير المالية ويقول له: الاتفاق مع يهودوت هتوراه يتضمن هذا البند  فليُنفَّذ؟".

وختم ببتشيك كلامه قائلا: "لا يمكن الادعاء بأنه تم تنفيذ كل بنود الاتفاق الائتلافي ما عدا بند قانون التجنيد. حكومة يمين كاملة لم تتحقق. من عليه تنفيذها هو رئيس الحكومة، رئيس الليكود، وهو من وقّع الاتفاق".

كما انتقد ببتشيك وزير القضاء يريف ليفين قائلا: "قال لنا: اسمحوا لي بتشكيل الحكومة، سأبدأ بالإصلاح القضائي وأُمرّر فقرة التغلب، وفي هذه الأثناء سنمرّر قانون أساس: دراسة التوراة". 
وقال ببتشيك إن ممثلي الحريديم تنفسوا الصعداء وفرحوا حينها، لكن أشار في ختام حديثه إلى أن الاتفاق الائتلافي نص صراحة على عدم تمرير ميزانية 2023 دون ثلاثة أمور: فقرة التغلب، قانون أساس دراسة التوراة، وقانون التجنيد.

جولدكنوفيف | تصوير موقع بانيت

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو - تصوير مكتب الصحافة الحكومي

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ