logo

‘بي واي دي‘ ترمي بثقلها في السوق السعودي وتفتح جبهة جديدة ضد ‘تسلا‘

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
19-07-2025 06:45:52 اخر تحديث: 19-07-2025 14:49:03

في ظل التحولات المتسارعة في سوق السيارات العالمي، لم تعد المنافسة تقتصر على الأسواق التقليدية مثل أوروبا وأمريكا الشمالية. الآن، تضع شركة BYD الصينية أنظارها بالكامل على المملكة العربية السعودية،

مدفوعة بطموح لا يقل عن السيطرة على واحد من أكثر الأسواق تعقيدًا وتطلبًا في المنطقة. وبينما لا تزال السيارات الكهربائية تشكّل نسبة ضئيلة من مبيعات السيارات في المملكة، إلا أن BYD تتحرك بثقة لتكون الرائدة عندما يتغير هذا المشهد.

تفوق عالمي يتخطى تسلا

شركة BYD لم تصل إلى هذا الطموح من فراغ. فقد تمكنت خلال الأشهر الماضية من تجاوز تسلا في عدة أسواق، أبرزها أوروبا، حيث تفوقت عليها في مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل لأول مرة في أبريل الماضي. هذا التفوق يؤكد أن BYD لم تعد مجرد منافس، بل لاعب رئيسي يعيد رسم خارطة سوق السيارات الكهربائية.

السعودية: أرض المعركة الجديدة

رغم التحديات العديدة التي تواجه السيارات الكهربائية في السعودية – من ارتفاع الأسعار، وضعف البنية التحتية، ودرجات الحرارة القاسية – ترى BYD أن المملكة تمثل فرصة استراتيجية ضخمة. اليوم، لا تتجاوز حصة السيارات الكهربائية 1% من السوق، لكن الشركة ترى في هذا الفراغ فرصة ذهبية للتمركز مبكرًا وبناء الثقة مع المستهلك المحلي.

شبكة عرض تتوسع بسرعة

منذ انطلاقها في السوق السعودي العام الماضي، افتتحت BYD ثلاث صالات عرض، وتخطط لرفع العدد إلى عشر بحلول منتصف 2026. المدير العام للشركة في السعودية، جيروم سايغوت، أكد أن الشركة تستهدف بيع أكثر من 5,000 سيارة خلال عام 2025، مشيرًا إلى أن هذه مجرد بداية. “لسنا هنا لنكتفي بالقليل. نطمح إلى أرقام أكبر بكثير”، قال سايغوت في تصريحات للصحافة.

رهان مزدوج: الزخم التسويقي وتسارع الرؤية

تراهن BYD على عاملين أساسيين في استراتيجيتها. الأول هو الاستفادة من تأثير دخول تسلا إلى السوق، والتي افتتحت أول صالة عرض لها في الرياض في أبريل، مما زاد من الوعي العام بالسيارات الكهربائية. وترى BYD أن هذا الوعي يخدم الجميع، ويفتح الطريق أمام منافسة حقيقية.

العامل الثاني يتمثل في الانسجام التام بين طموحات BYD وخطة المملكة الطموحة لتكون مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات الكهربائية، مدفوعة باستثمارات ضخمة من صندوق الاستثمارات العامة. من دعم شركة لوسيد، إلى إطلاق علامة “سير”، إلى إنشاء بنية تحتية لمحطات الشحن… كل ذلك يصب في مصلحة شركات مثل BYD التي تستعد لتكون شريكًا فاعلًا في هذا التحول.

هل تنجح BYD في فرض هيمنتها؟

الرهان كبير، والمخاطر كذلك. لكن BYD لا تترك شيئًا للصدفة. بدعم من الفطيم للسيارات، الوكيل الرسمي لعلامة BYD في السعودية، وحضور متسارع، واستراتيجية مدروسة، وتحالف غير مباشر مع التغيرات المحلية، يبدو أن الشركة الصينية تستعد ليس فقط للمنافسة، بل للقيادة. وفي حال واصلت السعودية دعمها للتحول الكهربائي، فقد تجد BYD نفسها في موقع الصدارة أسرع مما يتوقعه الجميع.

Photo by Anna Barclay/Getty Images