ونتيجة لذلك، عانت الطفلة من القيء والإسهال لعدة أيام، وارتفاع في درجة الحرارة، فقرر والداها نقلها إلى قسم طوارئ الأطفال في مستشفى رامبام، وهي في حالة من وعي مشتت.

في البداية، اعتقد الطاقم الطبي أن الحالة الصحية للطفلة قد تدهورت بسبب مرض فيروسي وجفاف. ولكن بعد تلقي الطفلة ابنة السنوات الثلاث الرعاية الداعمة، اطلع الخبراء على نتائج مقلقة للغاية. فقد لوحظ تدهور سريع في قيم إنزيمات الكبد لدى الطفلة في غضون ساعات قليلة. وبعد إجراء فحوصات طبية إضافية في المستشفى، تبين أن الطفلة قد تناولت جرعة زائدة من الاكامول.

فشل حاد في عمل الكبد 

وأعطى الوالدان ابنتهما جرعة مضاعفة من الدواء عن طريق الفم، ثم تلقت العلاج الدوائي على شكل تحاميل. وتصرف الاثنان بهذه الطريقة لخفض حرارة ابنتهما، دون علمهما أنه المادة الفعالة هي نفسها. وأدى التعرض المفرط والمطول للباراسيتامول، وهو المادة الفعالة في دواء الاكامول، إلى فشل كبدي حاد. ونتيجة لذلك، نُقلت الطفلة إلى وحدة العناية المركزة للأطفال لمواصلة العلاج. وبعد فترة، استقرت صحتها. والآن، تُنقل الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات إلى مستشفى آخر استعدادًا لعملية زرع كبد، في حال لم يتعافى الكبد من الضرر الذي لحق به.

ويحدث فشل الكبد الحاد عندما تموت أو تتضرر العديد من خلايا الكبد في وقت قصير، فيصبح الكبد غير قادر على أداء وظائفه المتعددة. وتحدث هذه الحالة الطبية نتيجة أمراض مثل اليرقان أو تليف الكبد أو التهاب الكبد، بعد التسمم بالباراسيتامول، أو الإفراط في شرب المشروبات الكحولية لفترات طويلة.

shutterstock - Igal Vaisman