logo

المستوطن يُطلق النار والكاميرا تسقط: توثيق مقتل المعلم الفلسطيني بعد أن صوّره بنفسه

موقع بانيت وصحيفة بانوراما
11-08-2025 06:16:30 اخر تحديث: 11-08-2025 06:48:00

انتشر تسجيل جديد واستثنائي يوثق لحظة إطلاق النار على المعلم الفلسطيني عودة محمد خليل الهذالين، الذي قُتل برصاص المستوطن ينون ليفي قبل نحو أسبوعين، من كاميرا الهذالين نفسه.

في الفيديو المتداول الذي نشرته منظمة "بتسيلم" تظهر المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين في قرية أم الخير جنوب الخليل، ثم يقوم ليفي بإطلاق النار، فتسقط الكاميرا. قبل إطلاق النار، يظهر في التوثيق أيضا رشق حجارة من قِبل أهالي المنطقة نحو الجرافة التي كان ليفي بداخلها، كما يظهر تحطم الزجاج الأمامي للجرافة جراء إصابة حجر. 

وبحسب الشرطة، نفّذ ليفي إطلاق النار بعدما شعر بالخطر على حياته. لكن وفق الفيديو، لم يكن الهذالين في مركز المواجهات، بل كان منشغلا بتوثيق الحدث. وقالت منظمة "بتسيلم" إن "ليفي، الذي كان خاضعا في السابق لعقوبات أمريكية بسبب عدد كبير من حوادث العنف ضد سكان المنطقة الفلسطينيين التي كان متورطا فيها، اقتحم يوم 28 تموز بجرّار زراعي داخل مجتمع أم الخير. وأثناء محاولة السكان إبعاده أطلق ليفي النار من مسدسه وقتل الهذالين. 

أُطلق سراح ليفي في اليوم التالي ووُضع قيد الإقامة الجبرية بدعوى نقص الأدلة وبسبب قبول المحكمة الإسرائيلية ادعاءه بالدفاع عن النفس، وفي الأول من آب أُفرج عنه أيضا من الإقامة الجبرية. ويوم الإثنين تم تصويره في أراضي أم الخير برفقة مستوطن مسلح آخر".

وقالت المديرة العامة لـ"بتسيلم" يولي نوفاك: "الفلسطينيون لا يملكون حقوقا ولا أي حماية، إنهم متروكون تماما في غزة والضفة الغربية. مقتل عودة مثال آخر على أن العالم يقف متفرجا بينما يقتل الجنود والمستوطنون الإسرائيليون الفلسطينيين في وضح النهار، وهم يعلمون أنهم سيتمتعون بالحصانة".

وأُقيمت جنازة الهذالين يوم الخميس الماضي، بعد أن احتجزت السلطات الإسرائيلية جثمانه نحو عشرة أيام. وكان الجيش الإسرائيلي قد وضع شروطا لدفنه، منها تحديد عدد المشاركين في الجنازة وإقامتها في قرية مجاورة، لكن العائلة رفضت. واحتجاجا على ذلك، خاضت 60 امرأة من القرية، بينهن والدته وزوجته، إضرابا عن الطعام. وفي النهاية أُفرج عن الجثمان. 

ليفي، كما ذُكر، أُطلق سراحه من الإقامة الجبرية، وبعد أيام قليلة شوهد مجددا في المنطقة. وعلق الناشط الاجتماعي أسامة محامرة قائلا ان الأمر استفزاز متعمد: "لقد جاؤوا ليحفروا أمام منازلنا مباشرة. نحن في حداد، وهم يأتون بالجرّافات. إنه استعراض قوة وإهانة".