بلدان
فئات

30.04.2025

°
14:10
حرائق هائلة في منطقة القدس : السائقون في شارع 1 يهربون من سيارتهم قبل أن تحاصرهم ألسنة النيران | فيديو وصور
14:03
الكرملين: لا يمكن تحقيق السلام مع أوكرانيا بالسرعة التي تريدها واشنطن
13:08
مصرع رجل علقت سيارته تحت حافلة في الجليل الغربي - مشاهد مروعة من المكان
12:38
تراجع أرباح عملاقي السيارات الألمانيين
12:36
مصابون بينهم شخص حالته خطيرة بحادث طرق بين حافلتيْن وسيارة في منطقة الجليل الغربي | صور وفيديو
12:26
همسة سارة نتنياهو في أذن زوجها تثير جدلا وأصداء واسعة
12:18
الشيخ موفق طريف : ‘على إسرائيل التدخل لمنع وقوع مجزرة في القرى الدرزية في محيط دمشق‘
11:59
شركتا الطيران التركيتان ‘توركيش ايرلاينز‘ و ‘بيجاسوس‘ تقرران عدم العودة لمطار بن غوريون
11:59
الحاجة حكمية يوسف زعبي من الدحي في ذمة الله
11:34
الحريق في جبال القدس : اعلان حالة الاستنفار في صفوف طواقم الإطفاء وإقامة غرفة عمليات ميدانية في منطقة ‘اللطرون‘ | صور وفيديو
11:34
مشاركون بمراسم ‘يوم الذكرى‘ في الرملة يصرخون بوجه الوزيرة ماي جولان : ‘خائنة‘
11:04
اخلاء واحة السلام قرب القدس بسبب حريق كبير | فيديو
11:04
إصابة عامل بجراح خطيرة بورشة بناء في المغار
10:34
شاهدوا : متظاهرون يضرمون النار بإطارات سيارات ويغلقون مفترق كفر ياسيف ‘تضامنا مع الدروز في سوريا‘
10:19
نشطاء الشبيبة الشيوعية، الجبهة والحزب الشيوعي يوزعون الورود على عمال وعاملات في الناصرة
10:09
عند الساعة 11:00 .. صفارات الإنذار ستدوّي في شتى أرجاء البلاد
09:52
سابقة في قطاع المواصلات: عمال ‘إيجد‘ سيتقاسمون الأرباح في الشركة
09:52
صدمة وذهول في الطيرة بعد مقتل الأم سوزان عبد القادر بشارة .. 7 قتلى من المدينة خلال 4 أشهر
09:25
عدد سكان إسرائيل يتجاوز الـ 10 ملايين نسمة - 21% منهم من العرب
08:54
من ألمانيا إلى مكة.. شاب تركي ينطلق برحلة على الدراجة الهوائية لأداء مناسك الحج
أسعار العملات
دينار اردني 5.11
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.85
فرنك سويسري 4.39
كيتر سويدي 0.38
يورو 4.12
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.35
كيتر دنماركي 0.55
دولار كندي 2.62
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.54
دولار امريكي 3.62
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-04-30
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.65
دينار أردني / شيكل 5.15
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 4.14
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.43
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.84
اخر تحديث 2025-04-30
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
مقالات
حالة الطقس

مقال : مظفر النواب.. ذاكرة شعرية حلمت بالحرية

بقلم : رافي مصالحة
24-05-2022 06:31:57 اخر تحديث: 24-05-2022 09:31:57

قبل يومين توقف قلب الشاعر والمناضل العراقي الكبير مظفر النواب عن الخفقان. مات وحيدًا غريبًا متوجعاً وبعيدًا عن العراق، مات ميتة الشعراء.


المحامي رافي مصالحة - صورة من الكاتب

وكأن الشاعر مظفر النواب قد تنبأ بموته، ومهد له عندما قال: "في ذرى الأطواد صمت شامل.. وسكون غشي الكون الفسيح، كل شيء مستريح هادئ، وقريباً أنت أيضاً تستريح".
 لطالما كان مظفر النواب يبكي وهو يتشبث بموته المحتم الذي لم يعِ قط أوان تنفيذه بأذرع المخابرات العربية، ما يذكرنا بعبارات محمد الماغوط وهو يخاطب صديقه بدر شاكر السياب:
 (تشبث بموتك أيها المغفل، دافع عنه بالحجارة والأسنان والمخالب، فما الذي تريد أن تراه؟)، وهو الذي رأى في الوطن العربي منظومة الفساد والقبح والخداع وهي تحتضن الظلام والتدليس والموت، ومن المؤكد أن هذا الشغف بالموت لم يكن عابراً، بل كان دلالياً عبّر عن تحقيق الحكومات (وهي في نظره: "التي ما انفكت في أستها نائمة !") للأذى والبؤس والتخريب لهواجسها المرضيّة وتجليات الطبيعة الدموية الموروثة كشهوة القتل، ولكن خيار الموت، عند النواب، دفاعاً عن الحياة هو موقف فلسفي وأخلاقي ويندر، على مرّ الأجيال، أن نشهد موتاً من دون تضحية:
"هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مصلوبا على أمل
أن لا أموت غريبا ميتة الشبحِ".

 كان العراق دموياً، كما أنه دمويّ في تيك اللحظة الراهنة الشرسة أيضاً، من هنا نتساءل: هل أصبح الموت اليومي للعراقيين قدراً ومشيئة والحياة عبء تنوء به النفوس ؟.

مظفر النواب كان ضميرا صاحيا مترقبا قلقاُ للأمة، بكى للعراق وفلسطين وكل الأمة العربية وانتقى بذيء الكلام ليصف بدقة ما آلت اليه أحوالنا، وجلد الحُكّام بقسوةٍ دون مهابة، فلو أنشأت له ضريحاً كبيراً في روحي المعذّبة لما كان كثيراً عليه، ضريحاً يكبر معي سنة بعد سنة، وإذا به في غيابه (أو حضور كلماته) أكبر من كثيرين ممن حولي من الأحياء، ولعل الاحساس بالوفاء هو الذي يدفعني لأكتب عنه، بعد أن أصبحت هذه الحياة الملوّثة ذات دلالات ومعانٍ موحية لنا أكثر من أي حياة أخرى، ولقد انعكست تفاصيل حياته، على مفرداته وألفاظه فصارت القصيدة تتسلّل من بين أصابعه لتستقر في ثنايا جمله وصياغاته اللفظية القاسية، وغدت في فترة الشقاء والمرض والجوع منبهاً لدوائه ومعالجة الروح والجسد مما اعتراهما من مخاضات السنين: "أخذت حمائم روحي في الليل، إلى منبع هذا الكون، وكان الخوف يفيض، وكنت علي حزين، وغَسَلتَ فَضاءَكَ، في روحٍ أتعَبَها الطِّينُ، تَعِبَ الطِّين.. سَيرحَلُ هذا الطِّينُ قريباً، تَعِبَ الطِّينْ".

هذا هو مظفر النواب، أكاد لا أجتاز مطلع قصيدته حتى أشعر بأنني أغادر عالماً وأدخل آخر، ففي كل كلمة من كلمات القصيدة، كنت أشعر بأنني أمام معجزة البقاء على قيد الحياة وأعجب أيضاً لأن قلب الشاعر مازال نابضاً رغم تسارع دقات الموت والخراب والخوف والجوع وخطر الاغتيال. كان النواب بطبيعة معاناته (وهو سليل اسرة باذخة) لا يقيم إلا في النصوص المعذبة، أتأمله وكأنني أبحث فيه عن سبب يبرر كل هذا الجنون العراقي الذي أصابنا، وعن الهدنة المرتجفة القلقة مع الحياة والفرح المؤجل، لذلك أدرك النواب أنه من دون ملامسة الموت لا توجد قصيدة سامقة تستحق أن تُسمى شعراً .
يكاد الشعر، بالنسبة إليه، أن يكون المهمة اللغوية الوحيدة بلباسها الرومانسي طوراً وبوشاحها الثوريّ طوراً آخر، أما عذاباتها، التي هي عذاباته، فتحتل فيها المركز الروحي تلك النقطة التي امتدت حتى القبر، وهذه النقطة تنبثق منها أصوات لا حصر لها، يذهب بعضها بعيداً في فضاء العراق وبعضها أدنى بكثير أو قليل في فضاء الشاعر، إن هذه الأصوات مهما نأت تظل مشدودة إليه كما انها تؤوب إليه دوماً، إنها مرتبة الألم الأولى بامتياز. المفارقة أن شهرته اكتسبها من تمرد حروفه، وعصيان أبياته، ومقاومة قصائده للتدجين، رغم أن له شعراً عاطفياً وغزلياً يفيض عذوبة وإحساساً وسحراً وحباً، كتبه باللهجة العامية العراقية التي كان يعشقها.

رغم مرضه العُضال وما جرَّ عليه من أوجاع ومآسٍ وهموم بقيّ النواب ذاكرة شعرية تحلم دائماً بهجر قفص روحه الأسيرة. ذاكرة تستأنس بهطول المطر ونشوء جيل قاوم اسرائيل بالحجارة، ذاكرة مستعادة بين الحلم والضوء، وبين الحزن والأمل:
"ياقلبي!!

يا ابنَ الشكّ!

أرحني من أحزاني

تعبتُ ولمْ أصلِ المنفى

المنفى يمشي في قلبي،

في خطواتي .. في أيّامي،

يسافرُ في كلّ قطار ٍ أركبهُ،

في كلّ العرباتٍ أراهُ

حتّى في نومي

يمشي كالطرقاتِ أمامي!".

تُرى، أين تمتد ذاكرة النواب الذي قدَّم للعراق المُظلم أسطع القصائد؟ هذا هو النواب الذي لا ينفصل ضميره الشعري عن العراق وعن الامة العربية، هذا هو النواب الذي يتساءل:
"سيدتي... كيفَ يَكونُ الانسانُ شريفاً
وجهازُ الأمنِ يَمُدُ يَديهِ بِكُلِّ مَكانٍ...
والقادم أخطر".

 

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك