بلدان
فئات

06.07.2025

°
22:53
الحفل الختامي لمجموعات القيادة الشابة في شفاعمرو: تتويج لعام من التميز والعطاء
21:27
مسؤول اسرائيلي: قرار بإرسال وفد إلى الدوحة لمناقشة مقترح وقف إطلاق النار
20:14
الجيش الاسرائيلي: اعتراض صاروخين أطلقا من جنوب قطاع غزة نحو البلاد
19:21
شاب بحالة متوسطة اثر تعرضه لحادث عنف في باقة الغربية
19:04
مصادر فلسطينية: ‘64 شهيدا بغارات اسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم‘
19:03
عرابة: حفل تكريم مؤثر لسلوى أبو ريا مديرة مدرسة طه حسين الإعدادية سخنين بعد مسيرة تربوية امتدت لأكثر من عقدين
18:53
رئيس مجلس كابول المحلي: ‘الميزانيات التي نحصل عليها أكثر بقليل من الفتات الذي بقي من الخطة 550‘
18:29
طفل (عامان) بحالة خطيرة اثر ‘تعرضه لإصابة من سيارة‘ في شقيب السلام
17:18
مصادر لبنانية: شهيد بغارة اسرائيلية على جنوب لبنان - الجيش الاسرائيلي: هاجمنا عنصرا في ‘قوة الرضوان‘
16:36
وزيرة المواصلات في مبادرة جديدة: هل ستُعوَّض الإسرائيليين الذين علقوا خارج البلاد وقت الحرب؟
16:26
‘ارقد بسلام يا دييغو‘.. انهيار زوجة نجم ليفربول خلال مراسم تشييعه
16:06
ترامب: إيران لم توافق على تفتيش مواقعها النووية أو التخلي عن تخصيب اليورانيوم
14:07
مهرجان سوبر ستار شروق للعام 2025 ينطلق من قرية البقعية
14:04
أكثر من 15 ألف مستجمّ يقضون عطلة السبت على شواطئ بحيرة طبريا
13:14
تقرير : حزب الله يوافق على مناقشة قضية سلاحه في إطار حوار لبناني داخلي
12:39
برعاية بلدية كفر قاسم انطلاق دوري ‘نجوم سطعت‘ وتكريم المرحوم نور غنايم
11:54
شاب ينجو من الغرق في بحيرة طبريا بفضل تدخل سريع من منقذ في شاطئ ‘حلوكيم‘
11:06
وزير الاتصالات شلومو كرعي في الكعبية : أنا متفائل جدا من امكانية حلول سلام شامل في المنطقة
10:30
إسرائيل تعلن أنها تلقت رد حماس على اقتراح الصفقة والكابينيت سيجتمع اليوم لمناقشة الموضوع
10:11
اصابة رجل بحادث عنف في الخضيرة
أسعار العملات
دينار اردني 4.71
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.56
فرنك سويسري 4.21
كيتر سويدي 0.35
يورو 3.93
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.33
كيتر دنماركي 0.53
دولار كندي 2.46
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.31
دولار امريكي 3.34
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-07-06
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.4
دينار أردني / شيكل 4.8
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.99
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.27
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.8
اخر تحديث 2025-07-03
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
كوكتيل
مقالات
حالة الطقس

شرائع الرئيس ترامب: الدول خاضعة لفرمانات من البيت الأبيض !

بقلم: المحامي زكي كمال
04-07-2025 07:36:52 اخر تحديث: 04-07-2025 12:19:00

هي الحقيقة الساطعة شئنا أم أبينا، بل إنها الحقيقة التي كانت معالمها واضحة منذ الشهر الأوّل للولاية الرئاسيّة الثانية للرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب. وملخّصها عالم فيه سيّد واحد ووحيد، يحدّد السياسات من واشنطن،



المحامي زكي كمال - تصوير: قناة هلا وموقع بانيت

ويعلن عنها دون بلورتها وقبل أصحابها وربما دون إبلاغهم بها، وعبر مؤتمرات صحافيّة، أو خلال لقاءاته بزعماء الدول المعنيّة ودون تحضيرهم مسبقًا. وهي تصريحات سياسيّة تتّسم بالضبابيّة تمكّنه من تحقيق أمرين أوّلهما التراجع عنها وربما إطلاق سياسات معاكسة لها، وتحديد موعد ذلك ليتّفق مع أهدافه الخاصّة وتوجّهاته وتغريداته، وثانيها تركها على الرفّ بانتظار تحقيقها، أو معالجتها حين تسمح الظروف بذلك، والسلام الذي وعد به ترامب في الحرب بين أوكرانيا وروسيا خلال شهر واحد خير مثال، وعلى شاكلته قضيّة الترحيل من غزة وإقامة الريفييرا هناك وغيرها وغيرها، وبالتالي فالحالة هي، وكما أكّدها وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وما تلاه وما سيليه، وتتّضح معالمه الأسبوع القادم خلال لقاء ترامب برئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو في واشنطن الإثنين القادم، وبعد أسبوعين بالتمام والكمال من إعلان وقف إطلاق النار المذكور في واشنطن ومن قبل ترامب نفسه وقبل الإعلان عنه إسرائيليًّا وإيرانيًّا، إضافة إلى فرمانه بإعادة الطائرات الإسرائيليّة التي كانت في طريقها صباح الثلاثاء الرابع والعشرين من حزيران 2025، لمواصلة قصف أهداف ايرانيّة وعمليًّا استئناف الحرب بعد إعلانه وقفها، نحو عالم جديد لا اتفاقيّات مكتوبة به، بل أوامر شفهيّة وشفويّة يصدرها سيّد البيت الأبيض فينصاع لها الكثيرون و"فرمانات ترامبيّة" لا تكتفي بالحدود الجغرافيّة ولا تعترف بها، أي لا تقتصر على القضايا الداخليّة الأمريكيّة، بل تتعدّى ذلك الى شؤون داخلية لدول أخرى صديقة وحليفة دائمة ومطيعة ومنها إسرائيل، التي يريدها ترامب اليوم كما يبدو ولاية أمريكيّة إضافيّة يمكن للحكم المركزيّ وقف إجراءات قضائيّة بجرّة قلم، والعفو عن زعيمها نتنياهو كما يعفو الرئيس الأمريكيّ عن مواطني بلاده الذين لهم مكانة خاصّة لديه، كما فعل ترامب وبالجملة في بداية ولايته الحاليّة، أو حليفة حاولت الخروج عن طاعته ومنها الدول الأوروبيّة خاصّة في قضية نفقاتها على التسلّح والتي اضطرّت إلى رفعها استجابة لسيّد البيت الأبيض إلى نسبة 5% بعد إعلان، أو على الأصحّ تهديد ترامب بأن بلاده ستدافع فقط عن الدول الأوروبيّة التي توافق على رفع نفقاتها، كما يريد، وذلك خلافًا لما نصّت عليه المادّة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسيّ، والتي تنصّ على أن أيّ اعتداء على واحد من أعضائه يعتبر اعتداءً على جميع الأعضاء، أو عدوة منها إيران التي قبلت بوقف إطلاق النار بعد مسرحيّة متبادلة من الهجمات المتبادلة، فحظيت برضاه، وأعلن أنه سيرفع العقوبات الاقتصاديّة عنها، ثمّ تراجع مبرّرًا ذلك "بتغريدة" قال فيها إنه أوقف النظر في ملفّ تخفيف العقوبات الاقتصاديّة المفروضة على إيران، وذلك بعد تصريحات المرشد الإيرانيّ علي خامنئي ضد الإدارة الأمريكيّة معلّلًا ذلك بقوله إنه خلال الأيام القليلة الماضية، فحص إمكانيّة رفع العقوبات ما سيمنح إيران فرصة أفضل بكثير للانتعاش الكامل والسريع والشامل، لكن تصريحات المرشد الأعلى جعلته يتوقّف عن ذلك واصفًا إيّاها بأنها تصريحات مليئة بالغضب، الكراهية والاشمئزاز.

ترامب يريد تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة رئيسيّة لاستكمال إنجازاته
في عالم ترامب الجديد لا حدود ولا قواعد، فهو بتصريحاته الأخيرة، حول ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، ووسط حديث عن أنه حدّد الموعد لذلك، يكرّر بالضبط ما حصل مع سعيه، الذي مني بالفشل، إلى تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، بل يبدو إنه يريد تحويل الشرق الأوسط إلى ساحة رئيسيّة لاستكمال إنجازاته، متيقّنًا من إمكانّية ذلك بسبب الظروف السياسيّة والإقليميّة التي اعقبت الحرب بين إسرائيل وإيران وخاصّة بعد قصف منشآت البرنامج النوويّ الإيرانيّ، وإعلانه القضاء عليه خلافًا للتقييمات الاستخباريّة العالميّة والأمريكيّة حتى، ومن هنا قرّر توجيه جهوده نحو غزة أساسًا فوجّه رسالة إلى إسرائيل مطالبًا إياها بوقف إطلاق النار هناك، وعقد صفقة لاستعادة الرهائن، وكعادته أرفق ذلك بفرمانات ومطالب وبلهجة حادّة تدعو إلى استباق وقف إطلاق النار أو اشتراطه، بوقف محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، متناسيًا أن الكلمة الأخيرة ستكون للجهاز القضائيّ والسلطة القضائيّة وليس للسياسيّين، ومتجاهلًا أيضًا ردود الفعل السياسيّة والحزبيّة والشعبيّة المحتملة، مدّعيًا أن المحاكمة تمنعه من تأكيد وتحقيق النصر على إيران و"حماس" اعتراف صريح بأن نتنياهو لن يبادر إلى إنهاء الحرب ما لم يتوقّف مسار محاكمته، لضمان مستقبله الشخصيّ والسياسيّ، رغم أنه من الواضح أن وقف الحرب في غزّة أصبح مطلبًا يتفق عليه كثيرون خاصّة وأن الأهداف تحقّقت، ومنها اغتيال أبرز قادة "حماس" وتدمير قدراتها الصاروخيّة والعسكريّة وإنهاء سيطرة الحركة في القطاع، دون أن يؤدّي ذلك إلى استعادة كل الرهائن، وإيجاد "سلطة جديدة" وبالتالي تحوّلت المعركة إلى معركة استنزاف في خدمة مستقبل نتنياهو، لكنّه في الوقت ذاته تكرار لما حصل بعد أن فشلت الضغوطات التي مارسها ترامب على الرئيس الأوكرانيّ فلودودمير زلينسكي لوقف الحرب في أوكرانيا، من حيث تبني رواية الطرف الذي قد يوفّر له تحقيق الإنجاز، وهو الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين في حرب بلاده مع أوكرانيا، وتبنّي موقف ورواية نتنياهو من أن استمرار محاكمته إنما يمنعه من تحقيق النصر التامّ والمطلق في قطاع غزة، وبالتالي يمنع التوصّل إلى وقف لإطلاق النار هناك. وهو ما يرفضه الجناح الاستيطانيّ اليمينيّ المتطرّف في الحكومة، لكنه سيقبله إذا جاء استجابة لموقف أمريكي وموازيًا لوقف المحاكمة، وهي خطوة تعني تحقيق النصر المطلق على الجهاز القضائيّ في إسرائيل، وهذا واحد من أهداف الحكومة الحاليّة.

في عالم ترامب الجديد يسير كل شيء كما يريده، أو وفق ما يخطّطه. ومن هنا وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، فهو خطوة تفوح منها رائحة الترامبيّة، أو العطر الجديد الذي قدّمه إلى العالم، خاصّة وأنها تقبل التأويل والتفسيرات المختلفة، فهو قرار منح إسرائيل وإيران خاصّة من حيث توقيته بعد قصف إيران لمواقع أمريكيّة في الخليج، وبعد غارة إسرائيليّة على منصّة رادار يتيمة خارج طهران ردًّا على ما وصفته إسرائيل بخرق إيرانيّ صباح الثلاثاء، حريّة الادّعاء بتحقيق النصر والادّعاء بأنه نهاية الحرب، أو التلميح أنه التحضير لبداية جولة جديدة، فهو وقف لإطلاق النار دون معاهدة مكتوبة، ودون معالجة أسباب الصراع الأصليّة، خاصّة البرنامج النوويّ الإيرانيّ، ودون أيّ تعهّد إيرانيّ بالموافقة على الشروط الأمريكيّة بتسليم اليورانيوم عالي التخصيب، أو نقل التخصيب إلى الخارج، ودون تعهّد بوقف دعم الحركات المسلّحة في الشرق الأوسط وتهديد أمن جاراتها، ودون أيّ ذكر للتفاوض. وتمنح إسرائيل إمكانيّة الحديث عن نصر مطلق على إيران يشمل تدمير المنشآت النوويّة وخلخلة أركان النظام وتدمير دفاعاته الجوية وانتظار احتجاجات داخليّة تؤدّي ربما إلى إسقاط النظام. وهو نصر مطلق يريده ترامب كاملًا غير منقوص، ولن يكتمل إلا بصفقة شاملة تشمل غزة أيضًا.. وصولًا إلى العالم الذي يريده ترامب في هذا السياق رغم مخاطر ما سبق، خاصّة، وأنه يعني دون شك أن الجولة التالية، قد تكون مسألة وقت لا أكثر، وأنها ربما لن تكون مواجهة عسكريّة فقط.

أمريكا ترامب أظهرت مجدّدًا أنها اللاعب الأوّل والحاسم في الشرق الأوسط
إضافة إلى ذلك، فإن العالم الجديد الذي يعمل ترامب على صياغته، هو عالم اقتصاديّ يكره عدم الاستقرار، وبالتالي يؤكّد كثيرون أنه لم يكن ليسارع إلى فرض وقف لإطلاق النار في ايران، وقبله ضربة عسكريّة "تحريكيّة" للمنشآت النوويّة الإيرانيّة، وقبول لقصف إيران قواعد بلاده العسكريّة في الخليج وخاصّة قطر، وكلّها خطوات تهدف إلى خدمة ما هو أبعد من مجرّد دعم إسرائيل، بل تصعيد يشكّل تمهيدًا لوقف إطلاق النار، وإشارة إلى أن الأمريكيين لا يسعون إلى حرب شاملة، بل إلى صياغة الحال وضبط الإيقاع وفق حسابات تفوق حسابات إسرائيل وإيران الأمنيّة، وليس بالضرورة مواجهة عسكريّة مباشرة مع طهران. وهنا يمكن القول إن أمريكا ترامب أظهرت مجدّدًا أنها اللاعب الأوّل والحاسم في الشرق الأوسط، وأنها وجّهت ضربة قاسيّة إلى منشآت إيران النوويّة من دون الدخول في الحرب، وهكذا أسقطت مبرّر الهجوم الإسرائيليّ على إيران، والمنطلق هو اقتصاديّ بالأساس خاصّة وأن الحرب دارت في منطقة استراتيجيّة اقتصاديًّا للولايات المتحدة، تشمل أكبر مخزون عالميّ للنفط والغاز، وبالتالي فإن استمرار المواجهة بين إسرائيل وإيران، شكّل بالنسبة لترامب وبلاده خوفًا حقيقيًّا من امتداد ألسنة اللهب إلى واحدة من أهمّ مناطق إنتاج النفط والغاز في العالم، وهو خوف كانت بشائره قد بدأت منذ اليوم الأول للحرب، إذ شهدت أسواق الأسهم اضطرابًا في البداية بعد الهجوم المفاجئ الذي شنّته إسرائيل يوم الجمعة، إضافة إلى أن القصف طال بعض المواقع النوويّة، ومرافق لها علاقة بقطاع الوقود الإيرانيّ وأعقبه اندلاع حريق في حقل غاز بارس الجنوبيّ، وفوق ذلك ارتفعت أسعار النفط، بنسبة حادّة زادتها تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمرّ عبره جزء كبير من نفط العالم وسلعه ومنها الغاز الطبيعيّ، ما يشكّل خطرًا على مخزون النفط القوميّ الأمرגكيّ، الذي انخفض بمقدار 4.23 مليون برميل أي قرابة 10% منه، ناهيك عن معلومات تتحدّث عن أن إيران امتنعت عن إغلاق المضيق منعًا لتصعيد الأجواء مع الولايات المتحدة، ورفع أسعار النفط وتكلفة النقل البحريّ بعشرات آلاف الدولارات وحتى ملايين الدولارات لكلّ ناقلة تجاريّة، خاصّة وأن خطوة كهذه كان من شأنها أن تمسّ بدول إضافيّة منها دول الخليج ومصر والصين التي تستورد نحو 14% من نفطها من السعوديّة، إضافة إلى استيراد نحو 1.38مليون برميل يوميًّا من النفط الإيرانيّ الرخيص، وهو استيراد كان بإمكان الحرب أن توقفه.

استنادًا إلى ما سبق يمكن الجزم أن وقف إطلاق النار ودور الولايات المتحدة فيه، بما في ذلك الجزء العسكريّ، كان التأكيد على أن واشنطن ترامب غلبت المصالح النفطيّة والاستقرار في مجال الطاقة، على القضاء على الطاقة النوويّة الإيرانيّة، فضلًا عن أن وقف الحرب منع المسّ باقتصاد الدول الخليجيّة الذي يستند في معظمه إلى تصدير النفط والغاز الطبيعي، وبالتالي كان استمرار الحرب سيدفع الدول للبحث عن مصادر وأسواق بديلة للمنتجات النفطيّة ومنتجات الطاقة ومنها البرازيل وغيرها، وإلى ذلك يجب أن نضيف الأضرار والنفقات الماليّة الباهظة للحرب والتي تكبّدتها إسرائيل وتكاد تصل 300 مليار دولار، والتي سيكون للولايات المتحدة دور في تسديدها، إضافة إلى المخصّصات السنوية للدعم العسكريّ الأمريكيّ لإسرائيل. وهي نفقات تعني تحميل المواطنين في إسرائيل عبئًا ماليًّا إضافيًّا وإثارة الاحتجاجات ضد الحكومة الحاليّة، فضلًا عن مجرّد التفكير بالخيارات الأخرى لاستخدام هذه المبالغ في الصناعة والتقنيات العالية وغيرها، بدلًا من استخدامها في الحرب، مع التأكيد على أنها كانت خطوة ستخلق العجب العجاب، وتقلب الاقتصاد الإسرائيلّي وقوتها التكنولوجية رأسًا على عقب، وستجعله معجزة وأعجوبة تقنية تؤكّد صدارة إسرائيل، بدلًا من صرف هذه الأموال في الحرب واعتبار السابع من أكتوبر 2023، وكما قال أرييه درعي زعيم حركة "شاس" المتديّنة في الائتلاف بمثابة أعجوبة ومعجزة.
المثير للغرابة وربما القلق هنا، هو التزامن الغريب والعجيب بين إعلان ترامب ضرورة وقف إطلاق النار لضمان مستقل إسرائيل كدولة ديمقراطيّة ومزدهرة وناجحة تشكّل نموذجًا للتقنيات المتقدّمة، بل أعجوبة تحقّقت بسرعة مذهلة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار عمر هذه الدولة، وبين تصريحات النائب في البرلمان أرييه درعي، حول "أعجوبة السابع من أكتوبر2023"، وهي الدليل على حالة إسرائيل الحاليّة، فدرعي لا يكتفي بأن السابع من أكتوبر أزهق حياة الآلاف من المدنيّين والجنود، وألحق بإسرائيل خسائر ماديّة ضخمة، وأن استمرار الحرب وأعداد الضحايا في غزة وحجم الدمار، جعل بعض الدول تعيد مراجعة دعمها لإسرائيل وحتى الدعوة إلى عقوبات اقتصاديّة ووقف لتزويدها بالأسلحة، وتوجّه بعض الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينيّة، بل إن تصريحه هذا يشكّل كفرًا مطلقًا بالأعاجيب التي يحقّقها البشر وتجاهلًا لها، ومنها تحويل دولة صغيرة وشابة إلى رائدة في مجال الهاي تك والصناعات التقنيّة المتقدّمة والصناعات العسكريّة والاختراعات العلميّة وجوائز نوبل للعلوم، رغم الضعف الذي يعانيه جهاز التعليم في إسرائيل، وتجاهل تامّ للأعجوبة العسكريّة والاستخباراتيّة التي مكّنت مئات الطيّارين الإسرائيليّين من الطيران بحريّة في سماء إيران وطهران، والتوجّه إلى غيبيّات لا تستند إلى أي حقائق علميّة، أو إثباتات حقيقيّة، بل تستند إلى توجّهات تشكّل استمرارًا لرفضه وإتباعه دراسة المواضيع التعليميّة التي أوصلت البلاد إلى مستوى الأعجوبة التقنية والتكنولوجيّة، والإصرار على خلق أجيال ممّن يتعلّمون التوراة فقط ويعتاشون من مخصّصات تدفعها الدولة دون مساهمة حقيقيّة في النمو الاقتصاديّ والتطوّر العلميّ والفكريّ، عدا عن مواقف أصوليّة رافضة لكل جديد. ومن هنا السؤال المقلق حول المدّة الزمنيّة التي يحتاجها نهج درعيّ وزملائه للقضاء على كافّة الإنجازات العلميّة والتقنيّة والبحثيّة التي ابتكرتها إسرائيل، وبكلمات أخرى فإن هذا التصريح يؤكّد خطورة وصول حركات دينيّة متزمّتة وأصولية إلى مركز السلطة واتخاذ القرارات، خاصّة وأنها تستند الى وعود غيبيّة وربّانيّة، تمامًا كما هو الحال في عدد من الدول العربيّة ودول المنطقة ومنها إيران التي يعتبر تشبّه إسرائيل أو الاقتداء بها الخطر الأكبر الذي يتربّص بهذه الدولة. ومن هنا أقول إنه حان الوقت لنبذ الأصوليّة والتزمّت واتّباع أنماط قياديّة تعني النظر إلى المستقبل بدل الماضي، والاهتمام بما سيكون عليه حال البلاد والعباد بعد مئة عام من اليوم بدلًا من التغنّي، كما في إيران و"حماس" و"حزب الله" بتوجّهات أصوليّة ترفض التقدّم والتطوّر، والتمسّك من قبل الأحزاب المتزمّتة دينيًّا بوعود تاريخيّة ووعود ربانيّة تمنحهم الأرض، وتتيح لهم السيطرة على مقدّرات الشعوب.

إسرائيل تسير بخطى سريعة نحو الاندماج في الشرق الأوسط كدولة بعيدة عن الديمقراطيّة
السؤال الأهمّ هنا هو، هل نهاية الحرب مع إيران وقرب نهايتها مع غزة، تشكّل فاتحة أكيدة للأمل والخير، أو أنها تفاؤل ربما يخيب، بمعنى قوامه كون التقدّم والتطوّر والسلام هو الضمان لمستقبل أفضل أم أضغاث أحلام، يتّضح بعدها أن الآمال المعقودة على انتهاء الحرب كانت فارغة، خاصّة وأن الكثيرين توقّعوا بعد نهاية الحرب وعلى ضوء ويلاتها وخسائرها البشريّة والماديّة والنفسيّة وغيرها، ومع تدخّل الولايات المتحدة فيها، خلق زعامات وقيادات جديدة شجاعة تؤكّد أن الحرب ليست هي الحلّ، بل التقدّم والتكنولوجيا والعلم والازدهار، على شاكلة الرئيس المصريّ الراحل أنور السادات، والرئيس الأمريكيّ الراحل جيمي كارتر ورئيس وزراء إسرائيل الراحل مناحيم بيغن، وكلها قيادات فهمت الحقيقة أن نهاية الحرب اليوم وخاصّة في منطقتنا، هي ليست النهاية، بل بداية التحضير للحرب القادمة، فبادرت إلى سلام ، وهو عكس الوضع الحاليّ الذي يتمترس فيه طرفا الحرب كلٌ في موقفه ويزداد تطرفًا وغيبيّات، سواء في إيران أو إسرائيل أو غيرها، والنتيجة محاولات تطوير أسلحة دمار شامل ودعوات إلى التهجير والترحيل وإبادة دولة عضو في الأمم المتحدة وشعارات "الموت لأمريكا" وغيرها، بدلًا من السعي إلى توافقات اقتصاديّة وتجاريّة، ومن ثمّ علاقات سياسيّة وتطبيع أو علاقات سلام بين الدول ما يعود بالفائدة على الجميع، ويؤدّي إلى ازدهار كافّة دول المنطقة، وهو أمر لن يتمّ خلال يوم واحد ولا بكبسة زر، لكن أساسه هو توفّر الرغبة لدى القيادات، وقبل ذلك الشجاعة لتغيير الأمور للمجاهرة بضرورة وفوريّة إنهاء النزاعات في المنطقة والمستمرة منذ نحو 100 عام، وفي مقدّمة ذلك السعي إلى حل النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ فبدونه لا حلّ للأوضاع، بل أكثر من ذلك فالزعماء في إسرائيل الذين يتجاهلون هذه الحقيقة إنما يقودون بلادهم إلى طريق مسدود.

على ضوء ما سبق وختامًا يجب السؤال، هل ستواصل القيادات هنا في المنطقة تجاهل الحقائق والتعامي عن المعطيات الواضحة؟ وهل هناك من سيواصل رفض النظر إلى المستقبل، وتجاهل الحقيقة الواقعة أن إسرائيل تسير بخطى سريعة نحو الاندماج في الشرق الأوسط كدولة بعيدة عن الديمقراطيّة، بل متزمّتة وظلاميّة تريد المزيد من السيطرة؟ وأن تغيير الحال ممكن اليوم عبر إعادة النظر في السياسات الخاطئة وتغييرات حزبيّة داخليّة سيكون للمواطنين العرب دور هام فيها، بل دور حاسم مقابل القوى التي تريد جرّ إسرائيل إلى خانة الدول المتزمّتة والمحافظة البعيدة عن الليبراليّة، أم أن حال دول المنطقة كلها سيكون نفس الحال، وبالتالي ستتكرّر الحروب مرة تلو الأخرى.. لتبقى دولها تعيش على حدّ السيف وتدفع شعوبها الثمن لأجندات أصوليّة متزمّتة تعيش على وعود الماضي وترفض رؤية المستقبل؟ وعالم له سيّد واحد يجلس في واشنطن، يصدر شرائعه، شرائع حمورابي القرن الحادي والعشرين، فتطاع وتنفَّذ، حتى وإن قرر تغييرها كل مساء وكل صباح.. فالكل لدونالد ترمب (العم سام) كلام مُباح!!! ولنذكر دائمًا بأن السلام أحيانًا أقوى من الصراع.
حيفا 4.7.2025

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il


panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك