همسة وصرخة مدوية
نعم، لا يحتاج أي انسان عاقل لحكمة خارقة وعبقرية في تحليل المشهد الشفاعمري المقلق، هذا المشهد يروي قصص وحكايات مواطنين عزل، لا حول ولا قوة لهم،
معين أبو عبيد - صورة شخصية
ينتظرون الجريمة القادمة وأقول وا أسفاه لما وصلنا إليه.
يؤسفني بحق وحقيقة، أن أعود وأتطرّق إلى أحوال وأوضاع بلدتي شفا عمرو الغالية على قلوبنا، بالمفهوم السلبيّ بسب استمرار انحرافها وتردّي أوضاعها نحو الحضيض وتفاقم الجريمة وظواهر العنف بأشكاله، حيث لغة السّلاح والقوة سيدة الموقف.
وأتساءل، هل رفعنا الرّاية البيضاء الملطخة باللون الأحمر تمشيًا مع مفهوم ومعنى رفع الراية البيضاء لتذكرنا بالثقافة والعهد القديم واتباع سياسة الرضوخ والاستسلام؟!
نعم، بلدتي تنزف تغيرت وتغيرت كثيرًا بالمفهوم السلبي، فصولها حالكة سوداء تعاني وتستغيث، وقد مل أهاليها التصريحات وإطلاق الشعارات الرنانة وتنميق العبارات والاختباء وراء الأقنعة بألوانها المزركشة، ولا نرى بوادر تبشر خيرا. لقد دقّ ناقوس الخطر.
علينا بدون أي تأجيل، تجنيد كل الطاقات وعلى كل المستويات لوقف هذه المسرحية المقيتة. صرختي هذه ليست الأولى، كما يبدو ليست الأخيرة ليس فقط بسبب قتل الشاب جودات شوفانية رميًا بالرّصاص أثناء تواجده في بيته بين أهله، وإنّما لاستمرار مسلسل الأحداث منقطع النظير.
وفي هذا المقام، لم أجد أفضل من كلمة الشيخ أحمد أبو عبيد، إمام الطّائفة المعروفية في شفا عمرو، أثناء مراسم تشييع جثمان المغدور جودات شوفانية.
وممّا جاء: "أيها الأهل، أيها الأخوة، إن مصابنا بجودات جلل، ولا يحتمله العقل. فجأة خسرنا شابًا لم يتجاوز الـ 44 عامًا من العمر، وجاء الأجل على يد مجرم جبان حقير، سقط جودات ضحيّة الإجرام والعنف والانفلات الذي يسود مجتمعنا، في ظل انعدام الردع الشافي، لهذا الانفلات فإلى متى ستبقى هذه الفوضى، وإلى متى سنبقى نترحم على ضحايانا!
الأهل الأعزاء، الجميع اليوم يشعر بمصابكم على أنه مصاب كل شخص منّا، نعزيكم ونعزّي أنفسنا، ونسأل الله أن يقدركم على الصّبر، ونطالب المسؤولين بإلقاء القبض على الجناة وتقديمهم للقضاء بأقصى سرعة. وفي هذا الموقف لا يسعني إلّا أن أتوسّل إليه، عز وجل، أن يتغمّدنا جميعًا بواسع رحماته وإنا لله وإنا إليه راجعون".
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il
من هنا وهناك
-
مقال: من الفكرة إلى الجريمة: كيف يعيث المستوطنون فسادًا في الضفّة الغربيّة؟ بقلم : الشيخ صفوت فريج
-
يوسف أبو جعفر يكتب: حتى نلتقي .. ماذا بعد ؟
-
هل وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيليّة الإيرانيّة استراحة محارب؟
-
رأي في اللغة 6 : بين الصدر والأصْدَرَين | بقلم: د. أيمن فضل عودة
-
‘عندما تتعثر الكلمات: تأثير حالات الطوارئ على التأتأة في مرحلة الطفولة المبكرة‘ - بقلم: أفنان بكرية
-
المحامي علي أحمد حيدر يكتب: في ظلّ الحرب الشرسة والعنصرية المتجذرة
-
حروب ضد كوكب الأرض | بقلم: رون ليفشتاين - زاڤيت
-
مقال بعنوان ‘ضد المرأة‘ - بقلم : وفاء نصر شهاب الدين
-
‘بين حربين: هل تفتح الحرب الإسرائيلية الإيرانية نافذة للحل الفلسطيني؟‘ - بقلم: علاء كنعان
-
مقال: الناصرة تختنق… والناس تنتظر موقفًا وتحركًا مسؤولًا من البلدية - بقلم : منير قبطي
أرسل خبرا